أعلن مهرجان دبي السينمائي في بيان صحافي استبعاد أفلام «مريم» و«العاشق» و«صديقي الأخير» من مسابقاته انسجاما مع توجهات المهرجان وسياسة دولة الإمارات العربية المتحدة من الأزمة في سورية. ونقلت وسائل الإعلام بيان «مهرجان دبي السينمائي الدولي» بأن المهرجان لم يكن يوما إلا مع الإنسانية بمعناها الأوسع والأشمل، تماما بما يضمن الحرية والكرامة والعدالة للناس جميعا. وإذا كان شعار المهرجان (ملتقى الثقافات والإبداعات)، فإن هذا ليس إلا أرضية لتلاقي البشر من مختلف الأعراق والأديان والاتجاهات الفكرية والأيديولوجية، على قاعدة احترام حق الإنسان في الحياة أولا، وحقه في الاختلاف ثانياً، وحقّه في تكوين الرأي والتعبير عنه، ثالثا». وأضاف البيان «من هنا، فإن السينما التي يراها المهرجان، ويحتفي بها، ويسعى إلى دعمها، هي تلك السينما التي تحترم إنسانية الإنسان؛ السينما التي لا تنفصل عن شؤون الناس وشجونهم، وآلامهم، وآمالهم، وأحلامهم بغد أفضل». وأوضح البيان أنه عندما استقبل «مهرجان دبي السينمائي الدولي» مجموعة من الأفلام السورية، بما فيها الأفلام التي أنتجتها «المؤسسة العامة للسينما»، فقد نظر إليها بداية باعتبارها نصوصاً سينمائية لصانعيها، تتضمن خطابها وقولها وأفكارها ورؤاها، وتذهب إلى ما تريد تقديمه بصدد الواقع السوري المعاصر، بما يحمل من تعقيدات دامية. وتابع البيان «صحيح أن هذه الأفلام، في مضامينها، تقدم أشكالا متفاوتة من مقاربة الواقع السوري الراهن، يصل بعضها إلى مستوى النقد، بالتصريح أو التلميح، لما اعتمل في أحشاء المجتمع السوري، عبر عقود ماضية من الزمن، أدت في النهاية إلى المآلات المأساوية التي نشهد فصولها في كل مدينة وبلدة وقرية سورية، اليوم». ولفت البيان إلى أن المهرجان لن يستطيع الفصل بين القول والفعل، بين الأداء الفني والمواقف الحياتية، خاصة لدى الانتباه إلى أن بعض المخرجين، من صانعي هذه الأفلام السورية، سبق لهم أن شاركوا بالتوقيع على «بيان سينمائيي الداخل السوري»، الصادر في شهر مايو 2011، والذي نادى ب «الإصلاح» تحت قيادة «رئيس الجمهورية»، دون أن يطرأ أي تغيير أو تعديل في هذا الموقف، على رغم نهر الدم المنساب على الأرض السورية.