تستأثر المشاركات النسائية في ميادين الكرة الصفراء باهتمام كثير من الرياضيين في العالم إذ أنها واحدة من أكثر الرياضات التي نجحت فيها المراة في مزاحمة الرجل على قمة الإنجازات والأرقام الضخمة وأضحت ميدانا مشتركا للصراع بينهما عالميا، وبرزت مجموعة من اللاعبات اللائي نجحن في سبر أغوار اللعبة وكن على مقربة من تحطيم أرقام قياسية تاريخية عطفا الإنجازات التي تحققت لهن في زمن قصير وهن في مستهل مشوارهن الرياضي، غير أن ظروفا مختلفة جمدت هذا الأداء الرفيع والحصاد المميز في مراحل مبكرة من المشوار الذي كان من الممكن فيما لو استمر أن يرفد رصيدهن بكم هائل من الإنجازات الضخمة والفريدة، ويعتبر الثلاثي السويسرية مارتينا هينجز والروسية آنا كورنيكوفا ومن قبلهنا مونيكا سيليش من اهم النماذج التي إعتزلت في سن مبكر وغادرن بخيبة آمل غير متوقعة وتبددت أحلامهن. فضيحة هينغس كان مشوار النجمة السويسرية مارتينا هينغس حافلا بالإنجازات وقابلا لإحداث تغيير في عالم الكرة الصفراء، فالفتاة المولودة في ربيع العام 1980، قدمت حضورا مبهجا توجها خمس مرات بالبطولات الأربع الكبرى للجراند سلام ثلاثة منها لبطولة أستراليا المفتوحة، واحدة لويمبلدون، وأخرى للولايات المتحدة المفتوحة، كما توجت بتسعة ألقاب في الزوجي في البطولات الأربع الكبرى، وكانت حياتها حافلة بالإنجازات وظلت على مقربة من أرقام قياسية لكن رحيلها القسري عن ميادين اللعبة لم يكن عاديا، إذ تعرضت لإصابة قطع الرباط في كلا الكاحلين أجبرها على الانسحاب مؤقتا من كرة المضرب المحترفات في عام 2002 في سن ال 22 لكنها بعد عدة عمليات جراحية، لتودعه بعد عام بخيبة أمل كبيرة صدمت محبيها بعد ثبوت تعاطيها للكوكايين وإيقافها بتهمة تعاطي المخدرات، ورغم أنها نفت بشدة ذلك غير أنها أثارت شكوكا حين قررت عدم استئناف الحظر، واعتبر رحيل هينغس خسارة للتنس بعد أن كانت أمام سنوات من التفوق والإنجازات حيث غادرت وعمرها 27 عاما. هلع مونيكا سجلت لاعبة التنس الشهيرة مونيكا سيليش حضورا مبهرا في مطلع التسعينات وكانت على مقربة من سيادة جديدة للحسناوات في عالم كرة المضرب، غير أنها اعتزلت اللعب نهائيا وطوت صفحة ناصعة في حياتها بظروف مريبة إثر تعرضها لجملة من الحوادث، فما إن شقت الفتاة اليوغسلافية طريقها وأصبحت المصنفة الأولى بفوزها بتسع بطولات جراند سلام وكانت أصغر لاعبة تفوز ببطولة فرنسا المفتوحة للتنس في العامين 1991 و1992، وسيطرت تماما على ملاعب التنس، حتى تعرضت لاعتداء من معجب مهووس قام بطعنها أثناء مباراة لها في بطولة أقيمت في ألمانيا أبعدتها عن ملاعب التنس لسنتين لكنها عادت في العام 1995 وحققت بعض النجاحات لكنها لم تستطع أن تسترجع كامل مستواها، وقد اعتزلت في العام 2008 محمولة بخيبة اجتثت طموحاتها في سنوات كانت تغازل فيها أرقاما قياسية لم يكتب لها التحقق، لتتجه لاحقا للغناء والاستعراض والذي لم تحقق فيها نجاحا كبيرا لكنه در عليها أمولا طائلة. نكسة كورنيكوفا فاجأت النجمة الروسية آنا كورنيكوفا الرياضيين عندما بدأت في شق طريقها في عالم التنس ودخلت بقوة على خط المنافسة مع نجمات عدة عدة، وفي الوقت الذي تهافتت عليها شركات الدعاية والإعلان للترويج لمنتجات مختلفة اختارت بمحض إرداتها التربح المادي ووأدت طموحاته الرياضية وأجهزت عليها بعقود ضخمة جنت منها أمولا طائلة. حققت العديد من الإنجازات بينها بطولات الجراند سلام خمس مرات وكانت الفرصة مهياة لها لحصد المزيد من الإنجازات لكن إغراء المال غيبها عن الميادين. وأغضبت كثيرا من لاعبي التنس حين نهجت منهجا مرفوضا بعد انتشار صور مخلة لها دفعة مجموعة من محترفات التنس الروسيات لإصدار بيان غير معهود يندد بالسلوك غير المتوقع للنجمة التي تعيش حاليا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقالت عنها النجمة المعتزلة حديثا دينارا سافينا إن ما حدث من كورينكوفا هو «عار» بكل المقاييس على الرياضة الروسية خاصة لعبة التنس التي هي أرقى من تصرفاتها وأشارت دينارا إلى أن كورنيكوفا تعيش حاليا وتعمل في مجال الإعلانات و عرض الأزياء في الولاياتالمتحدة ولا تحتاج لأن يأتي المال من مثل هذه الأعمال، وقالت إنها أصبحت مدمنة على الكحول والمخدرات.