فيما اجتاحت المظاهرات المليونية مصر البارحة، اعتراضا على الاعلان الدستوري الذي اصدره الرئيس محمد مرسي لتحصين قراراته، ارتفع سقف مطالبات المتظاهرين إلى المطالبة بعزل الرئيس باعتباره «فاقدا للشرعية». وتواترت شائعات عن استقالة نائب الرئيس المستشار محمود مكي، لكن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية الدكتور ياسر علي نفاها، واصفا إياها بأنها محض افتراء. فيما أكد حمدين صباحي المرشح السابق للرئاسة وزعيم التيار الشعبي ل«عكاظ» أنهم لن يبرحوا ميدان التحرير قبل إسقاط الإعلان الدستوري، معتبرا أن الرئيس محمد مرسي خرق تعهداته واليمين الذي أقسم عليه ومهمته كرئيس للجمهورية. وقال صباحي إن ميدان التحرير سيكون يوم الجمعة المقبل نموذجا لمصر التي نحبها المتوحدة التى أكد أنها لن تقبل «ديكتاتورا جديدا». وأكد مصدر مسؤول برئاسة الجمهورية المصرية، أن المستشار محمود مكي لم يُقدَّم استقالته من منصبه الرسمي، وانما قدم استقالته من عضوية نادي القُضاة. واقترح أيمن الصياد عضو الهيئة الاستشارية للرئيس المصري، إجراء استفتاء على العودة بالعمل ب «دستور 71» لمدة خمس سنوات للخروج من مأزق تعانيه البلاد حاليا. وقال على صفحة منسوبة له على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) «إن الحل الوحيد العملي الآن الدعوة إلى استفتاء المواطنين على سريان دستور 1971 مع تعديلاته التي استفتي عليها الشعب». وبينما ترددت أنباء عن توجه لطرح الإعلان الدستوري في استفتاء شعبي، أعلنت القوى والاحزاب والتيارات السياسية المصرية المشاركة في مليونية «للثورة شعب يحميها» في ميدان التحرير دخولها في اعتصام مفتوح الى حين الاستجابة لمطالبها. وفي نادي القضاة، طالب المستشار أحمد الزند رئيس النادي، اعضاء ووكلاء النيابة العامة والقضاة المعتصمين بالثبات علي موقفهم والتمسك بحقوقهم. وشدد على أن نادي القضاة لن يتوقف حتى يتم الغاء الاعلان الدستوري. وتابع: ان مطالبنا مشروعة ولن نسكت على ما فعلوه مع المستشار عبد المجيد محمود للانتقام منه. وأوضح المستشار محمود حلمي الشريف، المتحدث الرسمي لنادي القضاة، ان عددا كبيرا من القضاة المعتصمين بالنادي جاءوا من الاقاليم من محافظات مختلفة وسيبيتون ليتلهم بمقر النادي، اضافة الى ان هناك معتصمين بمقار اندية القضاة بالاقاليم.وفي المقابل لوح رئيس مجلس الوزراء هشام قنديل في بيان أصدره المجلس بالتصدي الحازم لكل اشكال العنف والخروج على سلمية المظاهرات بما في ذلك التعدي على المنشآت ورجال الشرطة المكلفين بتأمينها. وفي هذه الاثناء أعلنت القوات المسلحة وقوفها علي الحياد، مؤكدة ان دورها هو حماية الوطن وان ولاءها الوحيد لشعب مصر وارضها. ونفى المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العقيد أركان حرب احمد محمد تدخل عناصر من الشرطة العسكرية لمنع دخول حافلات من داخل العاصمة، مشيرا الى ان عناصر الشرطة العسكرية الموجودة عند مداخل القاهرة الكبرى غير مخولة بالتعامل مع المدنين او منعهم من التحرك.