يفتتح اليوم في مدينة فينا في النمسا (مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين اتباع الأديان والثقافات) وهو مركز يهدف إلى دعم الحوار بين الشعوب والثقافات المختلفة عسى أن يسهم ذلك في تقليص الخلافات بين الدول وأن يتيح فرصا أكبر للتعاون بين شعوب العالم. فالمركز يتوقع له أن يسهم في معالجة القضايا الفكرية العالقة بين الثقافات المختلفة وأتباع الأديان في شتى أنحاء المعمورة وذلك عن طريق دعم نبذ العنصرية والإيمان بالمساواة بين البشر في المكانة الإنسانية ودعم التفاهم والتقارب بين القيادات الدينية العالمية. إن فكرة اللجوء إلى تفعيل الحوار بين الثقافات المختلفة هي من الأفكار التنويرية الرائدة التي يرجى منها أن تنتشل عالمنا المعاصر من الغرق داخل بئر مشكلاته المتراكمة وأن تنجح في القضاء على الحروب القائمة والصراعات المتولدة وأن تعزز السلام العالمي بما يخدم مصلحة العالم كله وليس مجتمعا واحدا بعينه. الملك عبدالله حفظه الله، يؤمن أن هذا العالم للجميع وأنه ليس عالما خاصا بدين واحد أو بأمة دون غيرها، وأن التناحر الحادث في العالم بسبب اختلاف الأديان، هو بسبب إساءة الناس لفهم جوهرالأديان، وله تعبير جميل حول هذه المسألة حيث يقول في أحد خطاباته: «إن الأديان التي أراد بها الله عز وجل إسعاد البشر لا ينبغي أن تكون من أسباب شقائهم»، فالصراع الديني بين الناس أفرادا أو شعوبا أو دولا هو غالبا ناجم عن تعصبهم ورفضهم التسامح فيما بينهم فيكون ذلك سببا في شقائهم وما جاءت الأديان من أجل هذا. ومن هنا فإن خادم الحرمين الملك عبدالله، انطلاقا من إيمانه العميق بالدور الإيجابي الذي على المملكة أن تقوم به في مواجهة مشكلات العالم والتخفيف من حدة ما هو متصاعد فيه من حروب واضطرابات سياسية وأزمات مشتعلة بين الدول، رأى ضرورة أن يمد مشروعه لدعم الحوار فيتجاوز به النطاق المحلي المحدود ليبلغ العالم أجمع حيث لا يمكن تصور تحقيق التعايش السلمي والتآلف بين الشعوب وهناك من يوقد على نار الفتن ويغذي العداوات ويدعو إلى الكراهية فيما بين الناس. وفي الواقع نحن نعرف أن كثيرا من مشكلات العالم انبثقت من جراء ما يوجد فيه من أفكار عنجهية تؤصل للعنصرية والتعصب وتقدم العنف بدلا من حل الخلافات سلميا بالتفاوض والتفاهم، وهذا ما يعطي الأهمية لتأسيس مركز حواري كهذا حيث يشرق الأمل في أن ينجم عنه دعوة للحكومات لسن اتفاقيات وأنظمة تجرم العنف الدولي بكل أشكاله وتناهض الحروب مهما كانت أسبابها والتعصب الإيديولوجي في كل توجهاته والعنصرية بين الناس في جميع صورها سواء كانت عرقية أو مذهبية أو طبقية أو غير ذلك. فاكس: 4555382-1 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة