لم تشفع القنوات التي وضعت لتصريف مياه الأمطار في انتشال عروس البحر الأحمر من دوامة المستنقعات بعد الأمطار الأخيرة التي خلفت تجمعات مائية أصبحت مسابح للصغار وسط غياب الجهات المكلفة بتصريفها، أو شفطها. ويتساءل الناس هل استعصت المستنقعات عن التصريف؟. عدسة «عكاظ» تجولت في جنوبجدة ورصدت المستنقعات في محيط الأحياء والمدارس في كيلو 14 ولاحظت لهو الصغار في الأنهار الصغيرة برغم المخاطر المحتملة. وقال أحد مواطني الحي من المؤسف أن ننتظر مشروع التصريف المتواجد على مداخل ومخارج الحي دون أن يتحرك المسؤولون لكشف سر التأخير في تنفيذه وإنهائه، ويتساءل آخرون عن غياب عملية الرش عن حيهم برغم الكثافة السكانية، وأضافوا أن أغلب الأمراض تبدأ بعد انتهاء الأمطار والمستنقعات، وأبدوا تخوفهم من عودة الأوبئة التي انتشرت في الفترة الماضية مثل حمى الضنك الذي تربصت بهم في الأعوام السابقة. وفي موقع آخر من جنوبجدة في حي الأجاويد والعدل معاناة مماثلة حيث حاصرت مياه الأمطار بيوت ومنازل السكان، وشلت الحركة تماما في بعض الشوارع. ويروي الشقيقان محمد وفهد الزهراني حكايتهما من البعد بعدما تعثر الوصول إلى منزليهما بسبب بحيرة صناعية خلفتها الأمطار الأخيرة، التواصل تم عبر الهاتف حيث قالا «التصريف غائب والأمانة لا تتجاوب مع نداءاتنا.. المستنقعات حالت بيننا والمسجد ولمدة يومين على التوالي، وأجبرتنا المياه الآسنة على البقاء في المنازل طوال اليومين الماضيين». من جانبه أوضح ل «عكاظ» الدكتور عبدالعزيز النهاري المتحدث الرسمي في أمانة محافظة جدة أن دور الأمانة يقتصر على رش المستنقعات لعدم ضمان انتشار البعوض والحشرات حولها، فضلا عن الفرق التي تقوم بشفط هذه المستنقعات التي خلفتها الأمطار.