عند زيارتي لمدينة أبو ظبي لفت نظري جمال الكورنيش الذي لم أر أجمل منه، وقد كنت أمني النفس أن يكون في جدة مثله، ولم أتخيل أن يتحقق ذلك في القريب العاجل، لقد فؤجئت يوم الخميس الماضي عندما قمت بزيارة لمشروع تطوير كورنيش جدة الجديد بصحبة أحد مهندسي المشروع بما تحقق لسكان جدة، لقد رأيت منجزا رائعا إبداعا في التصميم ودقة في التنفيذ ومواد مستخدمة عالية الجودة. مصادفة تزامنت زيارتي بزيارة معالي أمين جدة المهندس هاني أبو راس الذي كان في جولة لمتابعة سير العمل، فأوقفته وعبرت له عن سعادتي بما رأيت وشكرته على هذا المنجز الرائع، وقال لي «على الرغم من سعادتي بهذا الإنجاز، إلا أن خوفي كبير من تعرضه للعبث من مرتادي الكورنيش». إذن معالي الأمين رمى الكرة في ملعب المواطن ولسان حاله يقول هذه أمانيكم حققناها لكم وعليكم الحفاظ عليها، لذا من واجبنا أن ندعو كل مواطن غيور على مكتسبات وطنه أن يكون العين التي لا ترضى أن ترى العبث، واللسان الذي لا يسكت عن التوجيه والتوعية لكل من أراد إلحاق الضرر، كما نطالب المتنزهين بعدم الجلوس في الممرات أو الطرقات المخصصة لرياضة المشي، أو في أماكن ألعاب الأطفال وعدم الشوي الذي يضايق المتنزهين ورمي مخلفاته التي تتسب في إتلاف حاويات النظافة، كما نطالب الشركات بتخصص جزء من ميزانيات الخدمة الاجتماعية لحملات التوعية والإرشاد للمتنزهين للمحافظة على بقاء الكورنيش جميلا ونظيفا، وتوزيع الجوائز التشجيعة للصغار الذين يقومون بمبادرات للحفاظ على النظافة من أجل غرس ثقافة المسؤولية والمبادرة في مجتمعاتنا.