بات للشباب صوت مسموع، وهو ما دفع بعشرات المسؤولين من رجال الأعمال وأئمة المساجد والإعلاميين والمواطنين إلى التفاعل مع المبادرة التي أطلقوها أخيرا بتنظيف المتنزهات البرية والفياض التي انطلقت من الصمان، حيث تم تشكيل فريق تطوعي تولى مهمة التنظيم وجمع النفايات في حاويات مخصصة وذلك في أعقاب إطلاق أمانة الرياض أخيرا حملة (بر بلا نفايات). جهود جبارة أكد محمد الشبانات رئيس المجلس البلدي في روضة سدير الذي تفاعل مع المبادرة أن الشباب الذين أطلقوا الحملة ساهموا في تقديم خدمة رائعة للسياح في منطقة الصمان، وأشار إلى أن تلك المبادرة لها الأثر الإيجابي في الفيضة من خلال ظهورها بمظهر رائع ومن دون وجود نفايات، كما كانت في السابق، مبينا أن تلك المبادرة من الممكن تطبيقها في كافة المتنزهات البرية بما فيها روضة سدير. وكان من ضمن المتفاعلين مع المبادرة سليمان المهيدب رجل الأعمال الذي أعرب عن سعادته بهذه المبادرة عندما وقف عليها وشاهد الشباب وهم ينظفون الفيضة وقال: “لا شك أنه جهد جبار ومبادرة متميزة قام بها هؤلاء الشباب في منطقة سياحية وهي الصمان ويكثر فيها المتنزهون”. وأضاف:“أتمنى من الجميع لاسيما المتنزهين أن يقتدوا بهؤلاء الشباب للحفاظ على البيئة وأماكننا السياحية الرائعة”، مبينا أنهم كرجال أعمال يقومون بواجبهم تجاه المجتمع من خلال تبني مثل هذه الأفكار. تغلب على القصور وكان من ضمن الذين تفاعلوا مع المبادرة وشاهدها عن قرب الإعلامي ناصر بن راجح مقدم برنامج الخيمة الشعبية في الإذاعة السعودية وقال:“بالفعل هو مجهود فردي جبار من هؤلاء الشباب ومبادرة رائعة وجديدة علينا سبقوا الآخرين بها.. ونأمل أن يقتدي بهم كافة المتنزهين.. فكان منظرا رائعا وهم يوزعون أكياس النفايات على المتنزهين، وكان له الأثر الإيجابي على الجميع”. وأوضح ابن راجح أن “الإعلام بكافة وسائله يقوم بدوره في توعية المواطنين والمقيمين بأهمية المحافظة على المتنزهات البرية وعدم رمي النفايات في غير الأماكن المخصصة لها، ولكن لا يزال هناك عدد من المواطنين والمقيمين مقصرين في ذلك ويحتاجون إلى المزيد من التوعية، وهذا سيستغرق وقتا طويلا”. حماية المسطحات وكان الشيخ سعود العبداللطيف إمام وخطيب جامع سيد الشهداء في حي الريان من ضمن من أتيحت له الفرصة للاطلاع على هذه المبادرة عن كثب، وأعرب عن سعادته بما شاهده، واصفا المبادرة بالرائعة. من جانب آخر، أعرب المهندس عبدالله البابطين الأمين العام للمجلس البلدي لمدينة الرياض أحد المشاركين في مبادرة تنظيف البراري عن سعادته بنجاح هذه الفكرة وقال: “صحراؤنا المترامية الأطراف ذات الخضرة القليلة تعاني التصحر، وواجب كل فرد منا أن يسهم بما يستطيع في سبيل حماية هذه المساحات الخضراء الرائعة، فهذه من نعم الله التي أمرنا بشكرها، والشكر هنا يتطلب حمايتها وعدم العبث بها كأن نعمد إلى تكسير أشجارها وإفساد نباتها بنصب الخيام على المسطحات الخضراء أو إشعال النار داخل الفياض أو دهسها بعجلات السيارات، أو رمي المخلفات”. وأضاف:“اخترنا إحدى تلك الفياض لنقيم مخيمنا بجوارها وتعهدنا بالتنظيف المستمر وقُدمت لنا أكياس جمع النفايات بالمجان من الإدارة العامة للنظافة في أمانة الرياض، ليتم جمعها ومن ثم التخلص من هذه النفايات بطريقة صحية صحيحة في أماكن خصصت لهذا الغرض”. انطلاق الفكرة من جهة أخرى، أوضح خالد البابطين صاحب فكرة مبادرة تنظيف المتنزهات البرية (فيضة الصمان) في مجموعته وقائد فريق النظافة أن “الفكرة خطرت لي مع إخواني وأصدقائي بعد أن تم تشويه “الفيضة” التي اعتدنا أن نخيم فيها منذ سنوات بالمخلفات التي يتركها المتنزهون من دون أن يرفعوها أو يضعوها في الأماكن المخصصة لها”. وأضاف:“ذهبنا إلى الإدارة العامة للنظافة في أمانة الرياض واستقبلنا المهندس أحمد البسام مديرها العام، وتفاعل مع الفكرة وأمر بتسليمنا مجموعة كبيرة من أكياس جمع النفايات التي تقدمها الأمانة ونشكره على تجاوبه معنا، وبالفعل فإننا ننظّف الفيضة بشكل يومي ونجمع المخلفات وننقلها إلى المكان المخصص لها بعيدا عن المتنزه”. وتابع البابطين:“وجدنا تجاوبا كبيرا من المتنزهين عندما وزعنا أكياس جمع المخلفات عليهم، وكانت بالفعل متعة كبيرة شعرنا بها عندما تنزهنا في الفيضة الجميلة من دون مخلفات”، مشيرا إلى أنهم أعادوا تركيب بعض أجزاء السياج المكسور في الروضة، من أجل ألا تدخل المركبات إلى الروضة كما تنص أنظمة حماية المتنزهات البرية، ما يحقق حماية للغطاء النباتي من الغبار وعوادم السيارات وإطاراتها، وهذا ساعد كثيرا في نمو نباتها. تجاوب كبير من جانب آخر، أكد الشاب خالد العييري أحد المشاركين في المبادرة أن تنظيف الفيضة واجب وقال:“ديننا الحنيف يحثنا على المحافظة على النظافة ووجدنا تجاوبا من جميع المتنزهين ونطالب بأن تتولى جهات مختصة عملية المحافظة على الفياض”. يذكر أن مبادرة تنظيف الفيضة ضمت أكثر من 20 رجلا حصلوا على أكياس تجميع النفايات بكميات كبيرة ونظّفوا المكان الذي يقيمون مخيمهم الربيعي فيه بشكل يومي إلى جانب توزيع تلك الأكياس على المتنزهين الآخرين. وتجاوب المتنزهون مع مبادرة الشباب وقرروا المساهمة في مشروع التنظيف، ولا يزالون يقومون بعملية التنظيف في كل مرة يذهبون فيها إلى الفيضة.