وكالعادة، جاء فصل الشتاء، فبدأ سكان الرياض يعدون العدة للخروج في نهاية الأسبوع إلى البر والمخيمات الخاصة والمناطق القريبة من مدينة الرياض. وكالعادة أيضا بدأت الصحف ككل عام تكتب في هذا الوقت عن الجرائم التي ترتكب ضد البيئة، إذ يترك العائدون من «البر» للمدينة النفايات والمأكولات والمشروبات والأكياس البلاستيكية، وأن كل هذه مجتمعة ما هي إلا جريمة ترتكب بحق البيئة. وكالعادة، يرتدي بعض الكتاب ثوب الواعظ، أحدهم يطالب بسن قوانين تعاقب من يرمي كيس بلاستيك في البر «هذا يعني سيترك رجال الأمن الرياض ويراقبون الصحراء»، وهذه فكرة يؤيدها اللصوص. آخر يتهم الأمانة ويطالبها بأن تضطلع بمهامها وتوجد عمال نظافة، «هذا يعني أنه إن جاءت رياح شمالية جنوبية، سيضطر عامل النظافة مطاردة منديل إلى الربع الخالي»، وبالتالي على الأمانة إرسال طائرة «هيلكوبتر» لإحضار العامل، حتى لا تشوه الصورة الذهنية عنا بالخارج كما يقول الأكاديميون. وكالعادة، ما زال المشهد يكرر منذ السبعينيات حين ارتفع سعر البترول وجاءت الطفرات، فأنت يمكن لك الذهاب لكل مدارسنا بكل مراحلها السنية، وستجد المشهد إياه لا يتغير ولا يتغير. فسحة وزحام وطابور وتدافع بين الطلاب والطالبات أمام «المقصف البوفيه»، فيما المدرس/ المدرسة، وبصفتهما سلطة عليا في المدرسة لن يقفا بالطابور، وسيتجاوزان كل الطلاب لشراء «سندوتش ومشروب غازي». ثم ينتشر الجميع «الطلاب الطالبات المدرس المدرسة» في الساحة؛ لبدء عملية طحن ما أخذ من المقصف، قبل أن يكور الجميع ورقة «السندوتش» ويعجن علبة العصير، وبلا اكتراث ولا خوف من أن يشاهده أحد يرمي الجميع ما كور وما عجن بالأرض، ويدخلون إلى الفصل. ليختتم المشهد المكرور منذ عقود بعاملين/ عاملات يحملون أكياسا كبيرة للبدء في عملية تنظيف ما فعله الطلاب مجرمو البيئة في المستقبل. وكالعادة، التربويون في إدارات التعليم لا يعرفون أن أعداء البيئة في البر، كانوا أطفالا لم يحددوا بعد مسارهم هل يحافظون على نظافة البيئة أم لا، فبنت لهم المدارس سلوك «اتجه ضد النظافة»، إذ عودتهم على أن النظافة مهمة العامل/ العاملة بالمدرسة، فيما مهمتهم رمي المخلفات. وكالعادة، وزارة التربية لا تريد تغيير هذا السلوك في المدارس الذي بدأ منذ الطفرة الأولى، ربما من باب «الله لا يغير علينا». للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة S_ [email protected]