أكدت ردود الفعل السلبية والمواقف غير المنضبطة لكلا المعسكرين المتمثلين في حزب الله وحلفائه، والنظام السوري وأتباعه اللذين هاجما بقسوة خيار حماس ترك الساحة السورية والتوجه نحو الداخل الفلسطيني ونسجها لتحالفات استراتيجية مصرية وتركية ما يدل صراحة على الروح الاستتباعية التي ينتهجها أصحاب المعسكرين المذكورين اللذين فتحا أبواق إعلامهما ومدا ألسنة أقلامهما لينالا من شرف المقاومة الفلسطينية في غزة مشككين فيها ناعين إياها وكما العادة بالتخاذل فقط لأنها تحررت من حساب بازاراتهم القذرة التي جربتها أمتنا في أفغانستان والعراق ولبنان. حزب الله الذي أقام أمينه العام حسن نصر الله الدنيا ولم يقعدها على «عرب الاعتدال» عام 2006 بدعوى أنهم لم يساندوا مقاومته ما زال على عادته الحاقدة المريضة في مهاجمة من خرجوا بأنفسهم إلى غزة للتضامن والذين شكّلوا بحركتهم الديبلوماسية والشعبية والرسمية المظلة الحامية لغزة وأهلها فمصر (مرسي ) ليست كما ادعى إعلام حزب الله أنها أسوأ من مصر (مبارك). نعم ربما المفارقة الوحيدة تكمن في أن حماس وصواريخها هذه المرة ضربت العمق الإسرائيلي واوجهت اليهود . والفعل الفلسطيني تحصل على دعم عربي وإسلامي حر خارج قيود حزب الله المريض ولعل صواريخها المحلية الصنع أبلغ رد على «عنترة» نصر الله الصغير الذي عرف تماما كيف يمكن للقرار الفلسطيني المتصالح مع محيطه والمنسجم مع أمته أن يطال حيفا ويافا وتل أبيب وما بعدها بكثير.. إن الشعب الفلسطيني قال كلمته وهو الذي يردد الآن في فلسطين: إنه يريد وحدة ودولة فهل من مجيب؟؟