ذكريات الزمن الجميل حاضرة دائما في لقاءات الأصدقاء القدامى في جدة، يجتمعون وقد تقدم بهم العمر وكبر الأبناء والبنات وتزوجوا، ولم يتبق أمامهم غير ذكريات قديمة يستعيدونها للتخفيف من وطأة الظروف الطاحنة وضغوط الحياة وانعدام التواصل وموت المشاعر الحميمة في ظل وسائل الاتصال الحديثة والجوال والانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. منصور صالح الذي عمل منذ صغره في الجمارك كما عمل سائقا لسيارة أجرة، لايجد الوقت الكافي ليقضيه مع أصدقاء الأمس « الآن أعمل في مكتب تخطيط هندسي وأقضي أوقاتي بين بيتي وعملي وصلاتي، بعدها أجلس مع أصدقائي لمدة بسيطة، وبالنسبة للتواصل مع أحبابي وأصدقائي فقد أصبح ضئيلا جدا في الوقت الحالي نظرا للتوسع الذي شهدته جدة، وكل منا بعيد عن الآخر في الشمال والجنوب والشرق و الغرب، فأصبحنا نتواصل عن طريق الهاتف والرسائل القصيرة». محمد البطاح أيضا، قال إنه من سكان حارة الشام سابقا، ويسكن حي البغدادية حاليا، وأضاف : إن «الأوضاع متيسرة ولله الحمد، كنا شبانا لكننا الآن في مرحلة متقدمة من العمر وأولادي متزوجون» ، مشيرا إلى أنه كان يعمل في المطابع سابقا» كان لدي وقت كبير أقضيه مع أصدقائي نلعب كرة القدم وغيرها من الألعاب الرياضية، وحاليا أقضي وقتي مع أصدقائي في لعب الضومنة والكوتشينة لساعات أو متابعة المباريات على التلفاز». أما حسن الصغير فيرى أن لكل زمان جيلا من الرجال فيقول : «كنت أقضي وقتي بين عملي وبيتي أو المسجد أما الآن فلا عمل لي، وأولادي متزوجون وهم يأتون لزيارتي كل أربعاء وخميس، وأحمد الله على كل شيء وأسأله العافية لي ولكم ولسائر المسلمين» .. وقال إبراهيم سعيد: حياتنا في السابق كانت حلوة وكان هنالك ود وتسامح ومعرفة وتقارب مع الناس وبدأ كل شيء الآن يتلاشى وينقرض، عيشتنا سابقا كانت ميسرة وحتى الآن ميسرة ولكن ينقصها البركة، المال موجود ولكن لا بركة فيه، وبالنسبة لأولادي فلقد علمتهم ولله الحمد وكبرتهم حتى تزوجوا، أما جلساتنا في السابق فقد كانت في المركاز ، وأصبح ترددنا على المقاهي ضئيلا، ومنذ أن دخل التلفزيون أصبحنا نجلس في البيوت وخصوصا مع تقدمنا في العمر، نجلس مع أبنائنا أو نتجمع مع الأصدقاء في الحارة أو في منزل أحدنا للعب البلوت والضومنة والكوتشينة.