«نسترجع الذكريات ونعيش الواقع» هذه العبارة اتفق عليها جميع من تحدث ل «عكاظ» في مركاز العم «ابو فرج»، وهو المجلس الذي يقصده الكثير من أهالي حي الجرف وحي البركة وحي النسيم حيث موقع المركاز بين تلك الأحياء، يتبادلون فيه الأحاديث يوميا منذ ساعات الصباح الأولى وحتى مغيب الشمس، يتحدثون في الأدب ومنهم الأدباء ويتحدثون في الشعر ومنهم الشعراء، يعرجون على الرياضة ويستذكرون حالها قديما وحديثا، يستمعون للمذياع بعد تثبيت الموجة على برامج الشعر وأحيانا البرامج الحوارية، يزور المجلس عدد من رواة القصص القديمة لإلقاء بعض منها على مسامع الحاضرين في مركاز العم ابو فرج، كما أن موقع المركاز على احد الشوارع الرئيسية يجعل الكثير من المارة يقصده إما للاستفسار او احتساء القهوة او الانضمام لأعضاء المركاز. العم أبو فرج هو العم موسى بن فرج الايداء رجل في العقد السابع من العمر، من أقدم من سكن حي البركة المعروف (شمال المدينةالمنورة)، وجد فضاء بالقرب من منزله الشعبي فقرر حينها استغلاله الأمثل لما يعود بالنفع على سكان الحي، ومن هنا كانت فكرة إنشاء المركاز كمقر يجتمع فيه الأهالي القدامى والجدد بقصد التعارف والتواصل، ولم يعلم العم ابو فرج أن هذه الفكرة سوف تقوده ليكون صاحب أشهر المجالس في منطقة المدينةالمنورة يقصده القريب والبعيد. طابع تراثي للمركاز منذ إنشاء المركاز من قبل العم أبو فرج حرص على أن يكون الطابع التراثي هو الشكل النهائي للمركاز، وبدأ بتصميمه يدويا قبل نحو 30 عاما، حيث قرر حينها أن تكون مساحته تتسع للجميع، وبالفعل يقول العم ابو فرج وضعت الحدود الخارجية ومن ثم الحواجز الجانبية وبعد ذلك مشب النار وأحضرت المفارش وبدأ المركاز يستقبل الجميع ويتسع للجميع. وأضاف: مع مرور الزمن حرصت على البقاء على نفس الطابع التراثي الذي تأسس عليه المركاز، وشهد الكثير من الوقائع منها الاجتماعات اليومية لأهالي الحي وكذلك إحياء المناسبات وحل القالات وهي ما يستجد من قضايا تحتاج لتدخل كبار الأهالي لحلها جذريا. وذكر العم ابو فرج للمركاز فائدة كبيرة في أعمال الخير والدلالة عليها. القادمون من بعيد رشيد المولد من سكان احد الأحياء بالقرب من مطار المدينة يقول: عند مروري في وقت سابق من أمام المركاز جذبني طابعه التراثي وحرصت على زيارته والتعرف على المتواجدين فيه وكانت المرة الأولى قبل نحو 25 عاما ومنذ ذلك الوقت وحتى الان وأنا احضر يوميا لهذا المكان نتبادل الأحاديث والهموم ونتعاون لحلها ونتنافس في الألغاز وحلها ونستقبل الزوار والمارة. تواجد الشباب «عكاظ» رصدت أثناء تواجدها داخل مركاز العم أبو فرج توافد الكثير من الأهالي والزوار وكان الأمر الغريب هو حرص الكثير من شباب الأحياء المجاورة لمركاز العم ابو فرج على زيارة المركاز واحتساء القهوة وتبادل الأحاديث مع العم أبو فرج والسؤال عن الماضي والذكريات التي ما زالت عالقة في أذهان رواد المركاز. وقال منصور المحمدي ل«عكاظ»: مركاز العم ابو فرج بات اليوم من أشهر الأماكن في المدينةالمنورة يحرص الجميع على التعرف على المتواجدين فيه والاستماع إلى حنين الماضي وتبادل الأحاديث معهم وقضاء اوقات جميلة أصبحنا نفتقدها في الوقت الراهن.