دخل اتفاق التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، حيز التنفيذ العاشرة مساء أمس «بتوقيت المملكة»، وفقا لما خلص إليه الاتفاق الذي أعلنه وزيرا خارجية مصر وأمريكا في مؤتمر صحافي مشترك، ولقي ترحيبا عربيا ودوليا واسعا. وينص الاتفاق على وقف إطلاق النار والأعمال العدائية الاسرائيلية على قطاع غزة برا وبحرا وجوا، بما في ذلك الاجتياحات واستهداف الأشخاص، على أن توقف الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة قصف إسرائيل.كما ينص على فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع، وعدم تقييد حركة السكان، أو استهدافهم في المناطق الحدودية، والتعامل مع إجراءات تنفيذ ذلك بعد 24 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ. ويتضمن ثلاث آليات للتنفيذ، الأولى تحديد ساعة الصفر لدخول الاتفاق حيز التنفيذ، والثانية حصول مصر على ضمانات من كل طرف للالتزام بما تم الاتفاق عليه، والثالثة أنه في حالة وجود ملاحظات من أي طرف عليه الرجوع إلى مصر لمتابعة رعاية المفاوضات. وقال الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية ياسر علي، في مؤتمر صحافي، إن مصر ستتعامل مع كل الأطراف لمراقبة التهدئة بين حماس وإسرائيل، مؤكدا أن القاهرة لن تدخر جهدا للتوصل إلى سلام شامل وعاجل، والمحافظة على حقوق الشعب الفلسطيني. وكان وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، أعلن في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون عقب محادثهما بالقاهرة في وقت سابق أمس أن الفصائل الفلسطينية وإسرائيل توصلت، برعاية مصرية، إلى اتفاق للتهدئة بينهما ، لافتا الى أن مصر رعت التوصل للاتفاق. ومن جهتها، أكدت كلينتون أن شعوب منطقة الشرق الأوسط تستحق العيش في أمن وسلام، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة ستركز على دعم الاستقرار الإقليمي ودعم أمن الفلسطينيين والشعب الإسرائيلي. وقالت إننا سنعمل في الأيام المقبلة على تحسين الأمن للإسرائيليين وللفلسطينيين، وكل خطوة يجب أن نوجهها لصالح شعوب المنطقة. ولفتت الى أنها أكدت في لقائها مع الرئيس المصري محمد مرسي ومع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو، أنه ليس هناك بديل عن التوصل إلى سلام عادل وشامل. ومن جهته أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن دعمه لاتفاق الهدنة داعيا الى عدم النيل من مصالح الشعب الفلسطيني ووحدة كيانه الوطني. وقال إنه يدعم ويساند إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة حقنا لدماء الشعب الفلسطيني، ومن أجل منع استمرار العدوان الإسرائيلي ضد غزة. وأضاف أن هذا الموقف يستدعي مواصلة الجهود لتعزيزه، وعدم تكرار هذه الأعمال العدائية الإسرائيلية، وفك الحصار عن قطاع غزة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان إنه تحدث مع أوباما واستجاب لتوصيته بمنح فرصة للاقتراح المصري بوقف إطلاق النار، وبذلك إعطاء فرصة لاستقرار الوضع وتهدئته قبل أن تكون هناك حاجة إلى ممارسة قوة أكبر. وتابع البيان أن نتنياهو كرر والمح في مؤتمر صحافي إلى أنه إذا لم يصمد اتفاق التهدئة ستدرس اسرائيل القيام بعمل عسكري أشد قسوة ضد القطاع. وفي واشنطن أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما تحدث هاتفيا مع نظيره المصري مرسي وشكره على جهوده لتحقيق وقف إطلاق نار قابل للاستمرارية ولقيادته الشخصية في التفاوض. وقال إن الرئيسين اتفقا على أهمية العمل تجاه حل أكثر استدامة للوضع في غزة.