هل صحيح أن وزارة الصحة لم تقدم على إغلاق مستشفى باقدو وعرفان بجدة.. لو لم تكن قضيته الأخيرة قد ارتبطت باسم كبير.. بدليل عدم تحركها عند تسبب نفس المستشفى في وفاة الدكتور طارق الجهني عام 2009؟! هذا الكلام استثارني بقوة.. واستفز مشاعري كإنسان قبل أي شيء آخر.. بعد أن طرح بقوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية.. استفزني لأنني أعرف أسرة عبداللطيف جميل التي فقدت ابنا غاليا من أبنائها نعتبره نحن المواطنين ابنا لنا جميعا.. أعرف هذه الأسرة الكريمة وأعرف أن لها الحق كل الحق في أن تتخذ كل الإجراءات القانونية ضد من اغتال براءة «صلاح الدين» في سن البكور.. لكنها وبكل تأكيد لم تلجأ لأي أساليب أخرى.. لأنها لا تحتاج إلى ذلك.. لأن مصابها أعظم من أن تتقوى بأي جهة من أجل أن تأخذ حقوقها القانونية والطبيعية. كما أعرف قبل ذلك أيضا أن ولي الأمر لا يقبل تعرض مواطن واحد من أبناء هذا البلد للمصير الذي تعرض له هذا الطفل البريء حتى يأخذ الحق له ولأسرته وللإنسانية ممن «قتلوه». وأعرف أيضا أنه لا وزير الصحة.. ولا غير وزير الصحة يحتاج لمبرر أو سند قانوني يدعم قرار الإغلاق وما بعد قرار الإغلاق إن استدعت التحقيقات ذلك أو أكثر منه.. فلماذا تشيع مثل تلك المقولات.. في بعض الأوساط.. ولا نكون منصفين.. وأمناء.. وصادقين مع أنفسنا.. ومع ضمائرنا.. ومع مصلحة بلادنا؟ أقول هذا الكلام ليس دفاعا عن وزارة الصحة.. وتحديدا عن الوزير الذي يتعب أداء لواجبه تجاهنا وطنا ومواطنين.. وإذا حدث تقصير وهذا وارد ومتوقع فإنه لا هذه الجريدة ولا غيرها ستتغاضى عنه.. وتحاسبه.. وتقسو عليه.. كما حدث ويحدث كثيرا ومني شخصيا.. وللحق.. فإن مستشفى باقدو وعرفان ليس هو أول مستشفى يغلق.. بل إن هناك العشرات من المستشفيات والمستوصفات قد أغلقت.. وهناك منها من استمر إغلاقه حتى الآن.. وأذكر منها مستشفى بخش الميناء.. والأنصار والنسيم وصائم الدهر في جدة.. أما في الرياض فإن هناك أكثر من 24 مجمعا ومستشفى مغلقا ومنها مستشفى المبارك.. والأفق الطبي.. وسلامتك والمهيدب وغيرها.. لكن الأهم من إغلاق مستشفى أو محاسبة ملاكه هو.. كيف نمنع تلك الاختلالات الكبيرة التي وقعت أو تقع فيها المؤسسة الصحية بالمملكة..؟! هذا هو السؤال الذي يجب أن نطلقه.. وأن نبحث له عن إجابة.. وأن نطالب وزارة الصحة «أولا» وكافة المستثمرين في هذا المجال الإنساني والقيمي الهام (ثانيا) أن يولوها اهتمامهم.. وأن يعملوا على تجنب استمرارها لأنها فوق أنها تؤدي إلى نتائج «كارثية» بحق الإنسان.. فإنها تجسد مسألة لا أخلاقية.. وحالة إدارية بالغة السوء في هذا القطاع الذي يفترض في إدارته أن تكون غاية في التنظيم.. وفي الدقة.. وفي الحرص.. وفي الانضباط.. وفي المعيارية.. وإلا فأي مجال أشد حاجة من هذا المجال الذي تزهق فيه الأرواح إذا لم يدر بكفاءة عالية وضمائر حية.. *** ضمير مستتر: حتى المناوئون لنا أو المختلفون معنا لا يملكون إلا أن يحترمونا إذا نحن كنا صادقين معهم.. ومنصفين في إصدار الأحكام العادلة بحقهم. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]