•• قد أكون مخطئا حين أقول.. •• إن التعامل مع إيران.. بمنطق الأنظمة والقوانين والأعراف الدولية.. وليس في ضوء السلوك الذي اعتادت عليه.. يمثل مبالغة في الاحترام لتلك الأنظمة والأعراف.. في حالة دولة «مستفزة» وتضمر نوايا غير حسنة.. لجيرانها.. لا تشجع أبدا على التعامل معها كدولة ما دامت لا تحترم تعهداتها.. والتزاماتها.. ولا تعير بالا لتلك الأنظمة والقوانين.. ولا تبدي أي حد من التعاون.. لتؤكد بذلك حسن نواياها وتثبت أهليتها للتعامل معها كدولة وكجار يوثق به.. ويطمئن إليه.. •• ولعل ما يؤكد أنها غير كل ذلك مع الأسف الشديد هو تلك المفارقة التي بدت بين تعامل المملكة مع ما أسمته إيران في اتصالاتها الرسمية جولة تدريبية للبحرية الإيرانية.. سمح لها على أساسها بعبور ورسو سفينتين وطائرة مروحية.. ثم سمح لها أيضا بطلب إحلال سفن «بندر عباس / ومدمرة الوند / ومدمرة البرز» وطائرة عمودية بالرسو في نفس الميناء، وبين نواياها، التي تفاوتت بين ما عبرت عنه في طلب رسو هذه السفن في أحد موانئنا.. وبين ما صرح به قائد القوات البحرية الإيراني الأدميرال حبيب الله سياري، من أن الهدف من هذه الزيارة هو «إثبات عزة واقتدار بلاده في المياه الحرة والموانئ الأجنبية»، كما أشار إلى ذلك بيان وزارة الدفاع يوم أمس الأول. •• إن هذا السلوك العدائي، وإن تعاملت معه المملكة بصورة حضارية.. وصادقة في إزالة أسباب الجفوة مع إيران، يجعلنا أقرب إلى القناعة بأنه لا جدوى من التعامل بمثل هذا الرقي مع دولة لا تعرف غير منطق القوة.. والعنف.. وإثارة الفتن.. وخلق المشاكل في المنطقة.. •• وأنا وإن كنت أحد الذين ظلوا يطالبون بتلمس كل طرق التجفيف لمشاعر الكراهية الإيرانية لجيرانها.. إلا أنني وبعد كل الدلائل التي قدمتها إيران خلال العام الماضي وحتى اليوم، أجد نفسي عاجزا عن الثبات على ما كنت أطالب به.. ليس لأن النظام الإيراني لا يبدو مستعدا لأي تقارب مع جيرانه فحسب.. ولكن لأن نواياه نهائية على ما يبدو في أن يسحق الجميع ويتربع هو على كرسي الصدارة.. وإن ذهبوا إلى مصير مؤلم. *** ضمير مستتر: •• من لا أمانة له على شعبه.. فلا أمان له على جيرانه. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]