ليعذرني أخي وصديقي الفاضل الدكتور محمد عرفان أن أخاطبه اليوم كإنسان.. وليس كمشرف على مستشفى باقدو وعرفان.. بعد تكرر حوادث الموت بمستشفاه في السنوات الأخيرة.. وثبوت تقصير بعض العاملين فيه ونقص مهنيتهم.. أقول إن خطابي اليوم للدكتور عرفان.. هو خطاب إنساني.. لأنني أعرف فيه هذا الجانب.. وأعرف فيه مهنية عالية.. وحرصا على أن تكون المؤسسات الصحية مصدر طمأنينة للناس.. بدل أن تصبح محل خوفهم وذعرهم.. بحيث ينطبق عليها المثل القائل «الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود».. وحديثي الإنساني مع الدكتور «محمد» استدعته حادثة وفاة الطفل (صلاح الدين يوسف عبداللطيف جميل) بكل تداعياتها المؤلمة.. وتعتبر هذه الحادثة الثانية بعد حادثة وفاة الدكتور (طارق الجهني) التي وقعت عام (2009م) وفي ظروف مشابهة تماما.. وهما الحادثتان اللتان سبقتهما حادثة ثالثة قبل ذلك أيضا.. ومع كل الاحترام والتقدير.. لأي تفسيرات.. أو مبررات.. أو أعذار.. فإن هذه الحوادث تشير بما لا يدع مجالا للشك إلى أن هناك مشكلة إدارة يفترض فيها أن تكون في أعلى درجات الانضباط.. لتأمين الحد الأعلى من السلامة للإنسان الذي لا يلجأ إلى مستشفى إلا ولديه الأمل في الله، ثم في أطباء هذا المستشفى وفي سلامة إدارته.. وتوفر أعلى مستويات الانضباط فيه.. ولو كنت محل أخي وصديقي الدكتور عرفان ومن يشاركونه المسؤولية في إدارة هذا المستشفى لاتخذت عدة قرارات هامة وفي مقدمتها: إغلاق المستشفى لسنة كاملة، ونقله من المكان الذي يوجد فيه إلى مكان فسيح وملائم، ولشرعت خلال هذه الفترة في وضع كافة معايير الجودة العالمية أمامي؛ سواء بالنسبة لكفاءة الأطباء والمساعدين والممرضين والفنيين والإداريين الذين سوف يعملون في هذا المستشفى بعد إعادة تأهيله من جديد.. وسعيت إلى تطبيقها بعيدا عن المكابرة أو التهوين من شأن ما حدث ويحدث وحصره في أفراد.. أو في جهات خارج نطاق المستشفى أو في نواحٍ جانبية.. ما دام أن فيها إزهاق أرواح.. صحيح، أنني وسواي لسنا في موضع الجهة التي ستقرر مصير المستشفى وطريقة التعامل معه.. لكن معرفتي بإنسانية الدكتور عرفان.. وأمانته.. وخلقه وقدرته تجعلني أنقل له الكثير مما يتحدث به الناس.. وجاء الوقت لكي يقف هو ومن معه وقفة حازمة وحاسمة لتصحيح أوضاع المستشفى الذي يعتبر من أكثر مستشفيات جدة ازدحاما.. وإلى درجة الاختناق.. وأنا متأكد هذا الكلام لن يغضب الدكتور عرفان لأن الحالة الصحية العامة -ليس لمستشفاه وإنما للعديد من المستشفيات الحكومية والخاصة بمدينة جدة- تحتاج إلى نظرة مسؤولة من قبل وزارة الصحة.. وما حدث يكفي.. *** ضمير مستتر: عندما يتفوق الكسب المادي على المبادئ والقيم، فإنه يسقط كل عمل شريف. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]