ضرب عدد من المقاهي في جدة بتعليمات الجهات المختصة المتضمنة منع تقديم «الشيش» والأراجيل للزبائن، عرض الحائط، إذ كشفت الجولة التي أجرتها «عكاظ» على عدد منها في المحافظة أمس، تقديمها «المعسل» والتبغ للزبائن في أوقات اليوم كافة، بلا استثناء، في حين التزمت أخرى بتهيئة أماكن خارج المقاهي وتجنب مخالفة التعليمات الجديدة، لتفادي العقوبات الموقعة بحق المخالفين. وعمدت بعض المقاهي إلى مواجهة نقص إقبال الزبائن عليها، بسبب منع تقديم المعسلات، بتحويلها إلى مطاعم، في خطوة من شأنها توفير رواتب العاملين وإيجار المحل ببدائل أخرى. في المقابل، توعدت أمانة جدة بحسب تصريحات المتحدث الرسمي لها الدكتور عبدالعزيز النهاري، بتطبيق النظام على المقاهي المخالفة للتعليمات، وتكثيف مراقبتها على مدار اليوم، حتى خارج ساعات العمل، مؤكدا أن العقوبة تبدأ بإغلاق المحل 24 ساعة ومن ثم رفع العقوبة لتصل إلى سحب رخصة المحل. ونفى النهاري أن تكون هناك استثناءات لأي محل، مؤكدا أن النظام يسري على الجميع وأن العقوبة ستوقع بحق المخالفين مهما كانوا، طالما أنهم يقدمون المعسلات في الأماكن المغلقة، مشيرا إلى أن ذلك الإجراء يعد مخالفة صريحة تستوجب العقوبة بحسب التعليمات المبلغة للأمانة من قبل وزارة الداخلية. وفي السياق ذاته، دشنت مجموعة من المتطوعات بقيادة الاستشارية النفسية والأسرية المعروفة الدكتورة مها حريري، حملة جديدة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» حملت عنوان «عيشة بلا شيشة»، بهدف مناهضة التدخين وأنواع التبغ الأخرى خاصة «الشيشة والمعسل» في المملكة. وأوضحت الدكتورة حريري أن الشريحة المستهدفة من الحملة فئة المراهقات من سن (15 إلى 25) عاماً، لافتة إلى أن الحملة جاءت لتؤكد على صيغتين رئيسيتين، الأولى المحاولة الجادة لكسرة ظاهرة تدخين «المعسل والشيشة» في المجتمع السعودي، الذي انتقل من «التقليد» إلى مربع «العادة». وبينت أن الصيغة الثانية لحملة «عيشة بلا شيشة» هي الإشادة بقرار وزارة الداخلية القاضي بمنع التدخين وأنواع التبغ الأخرى «الشيشة والمعسل» في المقاهي العامة ومقاهي الكوفي شوب، لافتة إلى أن الإشكالية الرئيسة في تعاطي الشيشة والمعسل هي أن المجتمع اعتاد على هذه الظاهرة ولم يدرجها للأسف الشديد في خانة السلوك الخاطئ. وذكرت أنه قلما تجد في الحقيقة من يعترض على ذلك، معتبرة قرار وزارة الداخلية الأخير بأنه جاء محاولة جادة لكسر هذه «القاعدة السلبية عبر المنع الرسمي». وأرجعت الحريري استخدامهن «الفيسبوك» كأداة رئيسية في الحملة بدلا من الأدوات الرئيسية الأخرى كاستثمار المولات التجارية إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أضحت أداة مهمة في التواصل الإلكتروني لدى السعوديين عموماً والنساء والفتيات على وجه الخصوص، لافتة إلى أن الأرقام خير شاهد على ذلك. وأفادت أن مضمون الحملة يركز على مطالبة الجهات المختصة (أمانة المدن والبلديات) بتكثيف حملاتها على المقاهي المغلقة، وضرورة أن يشمل القرار المقاهي المفتوحة، كرد فعل مناهض للحملات وكتاب الرأي الذين يطالبون الجهات المختصة بالعودة عن القرار. وترى حريري أن استثماراتهم كانت بحاجة إلى دراستي جدوى «اقتصادية وصحية»، لافتة إلى أن الاستثمار في ضرر الإنسان غير صالح على الإطلاق. بدورها، أشادت الجميعة الخيرية لمكافحة التدخين بمنطقة مكةالمكرمة «كفى» بحملة «عيشة بلا شيشة»، وأوضح مديرها التنفيذي صلاح الزهراني أن إطلاق مثل هذه «الحملات» أنموذج على «الوعي المجتمعي» الذي تبلور محلياً خاصة بعد قرار وزارة الداخلية الأخير. ورأى الزهراني أن الأهمية التوعوية للحملة تكمن في أنها تلامس شريحة مهمة في المجتمع وهن «البنات»، مؤكدا أن الدراسات الطبية تؤكد أن تعاطيها يؤدي تناقص نسبة الخصوبة عند الجنسين، لأنها تحتوي على 4 آلاف مادة سامة، إضافة إلى أضرارها الأخرى. وبين الزهراني أن وزن الجنين يتناقص حين تتعاطى النساء الحوامل الشيشة والمعسل، لافتا إلى أن تعاطي الشيشة يعرض الأجنة إلى أمراض تنفسية مستقبلا، أو إلى حدوث الموت السريري المفاجئ بعد الولادة، معتبرا حملة «عيشة بلا شيشة» تهدف للحفاظ على الأجيال من خلال أمهات المستقبل.