صنع محمد هاشم (ليل الجمعة) الدهشة في المكان، وخطف اهتمام رواد «ثلوثية» محمد سعيد طيب المتميزين في المجمل بكل ما له علاقة بثقافة وفنون المجتمع. كان ذلك عندما أحيا المطرب الشاب محمد هاشم الثلوثية الماضية في الصالون الأدبي الاجتماعي، بمناسبة استقبال محمد سعيد طيب أول أسباطه من ابنته الشيماء «صوفيا». محمد هاشم من الأصوات المرتبطة بالأصالة مباشرة، وجاء إلى الساحة وكأنه من الأمس البعيد في أغنية الحجاز. ببساطة، نستطيع أن نسميه «مطرب» دون خجل؛ لأنه يحمل مواصفات لا تجعلنا نكتفي بنعته كما أترابه في الساحة بالمغني أو الفنان أو ما شابه؟ والغريب أن محمد هاشم عيسى، وهذ اسمه الكامل (بالمناسبة هو الشقيق الأكبر للاعب الأهلي الشاب محسن العيسى)، رغم حمله لكل أدوات الموهبة الصادقة من صوت وإحساس جميل، والأجمل من هذا وذاك شمول أستاذنا شاعر الأغنية الكبير إبراهيم خفاجي محمد هاشم باهتمامه، إلى درجة لا يكاد يمر فيها أسبوع إلا ويتحصل منه على نص جديد، قلنا له في البدء: حدثنا عن اهتمام الخفاجي الملحوظ بك وبموهبتك؟ أولا، دعني أقول لك إنني سعيد بهذا الموضوع، وهذا الدعم الكبير منه وإيمانه بموهبتي إلى الدرجة التي لا يمكن أن تمر أيام إلا وأحصل منه على نص جديد. الآن بحوزتي الكثير من النصوص والتي أحيلها أغنيات، إما ألحنها أو أنه أي الخفاجي يساعدني في تلحينها، وهذا واقع أتشرف بإعلانه وأضيف أن كثيرا من زملائي أبناء الساحة الفنية يأخذون النص من الأستاذ ملحنا أو على الأقل مرفقا ب «كروكي» للتلحين، مع اختيار المقام المناسب ولون الإيقاع الأنسب لكل اغنيه أو أحيانا لكل كوبليه فيها. ملاحظ شكواك وتذمرك من تجاهل شركات الإنتاج الفني لك ولأبناء جيلك اليوم؟ دعني أقول لك بكل وضوح: بذلت جهدي لكي أقدم تراث بلدي بشكل حديث ويتناسب مع ذائقة وأسلوب التعامل الموسيقي اليوم، ولم أجد من يصغي من شركات الإنتاج وإداراتها؛ لذا قررت أن يكون فني للذويقة والسميعة في الصالونات الأدبية والثقافية، والحمد لله، وجدت الدعم من الكل، من أستاذي إبراهيم خفاجي، وكذلك من معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة الذي اختارني لأمثل المملكة موسيقيا إلى جانب عبادي الجوهر قبل اشهر في الأيام الثقافية السعودية في باريس، وقبل ذلك أنا مطلوب من الكثير من الإذاعات المسموعة والمرئية المهمة في المنطقة، وتحديدا في الكويت ودولة قطر وغيرها، ومن الكثير من الجهات الثقافية والإعلامية هنا وهناك، ومؤخرا عدت بصحبة الفنان الكبير محسن جساس من دولة قطر، حيث احتفت بنا إذاعة صوت الخليج، وكان من المفترض أن يكون معنا أستاذنا الكبير جميل محمود الذي اعتذر لدعوة مدير الإذاعة محمد المرزوقي لارتباطات عملية له في موسم الحج، كما أسعدتني كثيرا الخطوات التي اتبعها التلفزيون السعودي مؤخرا، والتي تتمحور في الاهتمام بالمواهب والأسماء الشابة ولا سيما القناة الثقافية. أقول من الآخر.. لم أعد بحاجة لشركات الإنتاج الفني التي لا يرى معظمها إلا أوانس الفن والغناء، ولا يلتفت مسؤولوها إلى الفن الأصيل! ثم ماذا سيقدم لنا هؤلاء الذين هم للأسف لا يفهم معظمهم من الفن إلا الاكسسوارات وتنظيم الحفلات وغير ذلك. إذا، أين ترى التعويض؟ قلت إنني لست بحاجة لشركات الإنتاج الفني، ويكفيني حضور اسمي وعملي في الإعلام الجديد، وشبكات التواصل الاجتماعي، وفي وسائل الإعلام الرسمية في دول المنطقة مرئية ومسموعة.