اعترف الفنان محمد عبده بالفضل للشاعر الخفاجي له في بداية مشواره الفني حينما أشار إليه بتعلم التلحين، مبينًا أن الأستاذ إبراهيم خفاجي هو من اكتشف محمد عبده «الملحن» عام 1961م، كما أشار إليه أيضًا بتعلم الدانات والمجسات الحجازية «المكية» وقدمه إلى عدد من فناني مكةالمكرمة، مما أسهم أسهم بشكل كبير في تعليمه «الغناء المكي» الأمر الذي حدا به إلى تلقيبه ب»المسجل». جاء ذلك في الندوة التي أقيمت مساء أمس بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات في أولى الأمسيات الثقافية لمهرجان الجنادرية 27 تحت عنوان «إبراهيم خفاجي.. إنسانًا وشاعرًا».. بحضور عدد كبير من المثقفين ضيوف المهرجان، وعدد من الأدباء ورؤساء الأندية الأدبية ومحبي الشخصية المحتفى بها. كذلك اشار الفنان محمد عبده إلى أنه لم يكن في اهتمامه التلحين في سن مبكرة من مشواره الفني إلا أن عددًا من أغنياته وضع ألحانها بنفسه، مثل أغنية «ما في داعي من حنانك، وظبي الجنوب، لو كلفتني المحبة، وهذه الأغنيات تسمع حاليًا وكأنها جديدة بنجاح كاتبها الفنان ابراهيم خفاجي . وكانت الأمسية ب قد استهلت بتقديم لشخصية المحتفى به، تلاها الأستاذ جابر القرني، ثم تحدث المشاركون في فعاليات الأمسية فنان العرب محمد عبده والدكتور حسين نجار، والصحفي علي فقندش، وقدم مدير الأمسية يحيى مفرح زريقان ملمحا من سيرة الأستاذ إبراهيم خفاجي، مشيرًا إلى أن الخفاجي يمتلك ثقافة جغرافية واسعة ساهمت في تكوين شخصيته المعرفية بالتراث الثقافي وحفظ العديد من اللهجات والعادات والتقاليد الخاصة بتلك المدن والقرى والهجر، مبينًا أن الخفاجي كان يعمل مفتشًا في وزارة الزراعة والمياه حينذاك، وقبل ذلك كان يعمل في وزارة البرق والبريد والهاتف في «المبرقات»، وكان يتجول في كثير من قرى وهجر المملكة الكبيرة المترامية الأطراف مما مكنه من حفظ الكثير من الموروث الفني والثقافي في تلك المناطق التي كان يزورها. بعد ذلك تحدث الدكتور حسين نجار عن الشخصية المحتفى بها، مشيدًا بما كان يمتلكه الشاعر ابراهيم خفاجي من أدب جم وحب للفن وأهله وجعل منزله منتدى ثقافياً يجتمع لديه الكثير من الأدباء والفنانين الذين أثروا الساحة الفنية والأدبية في تلك الفترة، لافتًا إلى أن الأستاذ الخفاجي لا يحب الشهرة والأضواء وكان يسعد كثيرًا بالمواهب الأدبية والفنية ويدعمها، حيث كان يكتب قصيدته السهلة الممتنعة على ايقاعات غنائية تساعد المطرب على أدائها بنجاح . وعبر نجار عن انبهار المتلقي السعودي والعربي للنشيد الوطني الذي صاغ كلماته إبراهيم خفاجي وخلد بهذه الكلمات البسيطة الصادقة اعظم نشيد وطني يتغنى به الكبار قبل الصغار والأجيال جيلا بعد جيل، مؤكدًا أن تكريم الأستاذ الخفاجي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - يحفظه الله - لهو تأسيًا بمؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - الذي قضى على الجهل والفقر والمرض ويكرم من يستحق من أهل الوطن، وحينما يكرم الملك عبدالله الاستاذ الخفاجي يكرم جميع الشعراء والفنانين، الذين أسهمو في إثراء الساحة الثقافية. بعد ذلك تحدث علي فقندش عن الأستاذ الخفاجي وتطرق إلى كثير من حياته الأدبية، مبينًا أن الخفاجي هامة كبيرة في جسد الوطن. وفي نهاية الأمسية قدم الخفاجي شكره لمقام خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين ولصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله رئيس الحرس الوطني ولجميع من ساهموا في تكريمه. وكانت الأمسية قد تخللتها وصلات غنائية قدمها فنان العرب محمد عبده من كلمات إبراهيم خفاجي تكريمًا له تفاعل معها الحضور من ضيوف المهرجان من الوطن العربي والخليجي وعدد من مثقفي المملكة.