في العدد رقم (4130) الصادر بتاريخ 21/11/1433ه من هذه الجريدة نشر لي مقال تحت عنوان: (ما هذا.. يا وزارة الخدمة).. تحدثت فيه عن تأخر وزارة الخدمة المدنية في الأخذ بتطبيقات برنامج التعاملات الحكومية الاليكترونية المعروف بمسمى (يسر ) الصادر بموجب أمر سامٍ والذي يستهدف «أتمتة» القطاع العام ورفع إنتاجيته وكفاءته من خلال تحفيز وتمكين الجهات الحكومية من تطبيق التعاملات الاليكترونية والقضاء على التعاملات الورقية وروتين الإجراءات. وأشرت في مقالي إلى تصريح صحافي نشر في الصحف لمسؤول وزارة الخدمة المدنية قال فيه إن الوزارة انتهت من دراسة خطة لتطبيق أنظمة المعاملات الحكومية الاليكترونية سيتم تنفيذها على مدى ست سنوات قادمة. وقلت إن ذلك يعني أن الوزارة مازالت في مرحلة التخطيط. وعقب نشر المقال اتصل بي هاتفيا معالي وزير الخدمة المدنية الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله البراك.. مؤكدا أن «التقنية» هي خيار استراتيجي أساسي بالنسبة له ولوزارته.. وأن هناك أعمال تطوير واسعة جارية حاليا في البنية التقنية التحتية وكذلك في نظام الموارد البشرية بوزارة الخدمة المدنية يخدم الجهات الحكومية المختلفة.. ولقد تم استقطاب كفاءات بشرية عالية في مجال التقنية مؤخرا لدعم توجهات الوزارة وتحقيق تطلعاتها في مجال التقنية خاصة أن عدم توفر الكوادر المتخصصة كان يمثل عائقا أمام طموحات الوزارة. وقال معالي الوزير إننا نسابق الزمن في مجال التطبيق الاليكتروني وذلك إدراكا لأهمية التقنية في تطوير الأداء وتحسين خدمات الوزارة ونسير في اتجاهين.. الأول معالجة الوضع القائم والثاني إدخال التطبيقات الحديثة المتقدمة.. وجميع ذلك يتم في إطار رؤية استراتيجية شاملة.. وأضاف معالي الدكتور البراك إن الوزارة قدمت (نظام جدارة للتوظيف) حيث استطاعت خلال أقل من عام واحد من توظيف 300 ألف موظف.. ونظام جدارة هو نظام توظيف آلي.. بل أصبح كل متقدم لوظيفة أو ترقية يستطيع أن يطلع على النقاط التي حققها بكل وضوح وشفافية. وأشار الوزير إلى أن الوزارة تشرف على أكثر من مليون موظف وموظفة في مختلف أنحاء المملكة وهذا يشكل عملا ليس سهلا.. ولكننا نحرص على تقديم خدماتنا بحرص وشفافية ووفق رؤية شمولية بما يلبي الاحتياجات والتطلعات. وقال الوزير إن الموقع الاليكتروني لوزارة الخدمة المدنية تطور كثيرا في الآونة الأخيرة ولكننا بلا شك نطمح في المزيد لخدمة ميسرة ومطورة. (انتهى). ولا بد لي أن أشير هنا إلى أن تفاعل المسؤول مع وسائل الإعلام يعكس عمقا في الوعي يستحق التقدير. والحقيقة هي أن معالي الوزير البراك تولى مهام الوزارة منذ أقل من عام.. وبالتالي فإنه يحتاج إلى وقت أطول لتحقيق التطلعات والطموحات التي يحملها لتطوير وزارة عتيقة منذ أن كانت (ديوانا) ترسخ في أذهان الناس مرتبطا بالجمود الوظيفي والترقيات المعطلة والمتغيرات الوظيفية الساكنة.. ولازال الكثير منا يشير إلى وزارة الخدمة المدنية على أنها ديوان الخدمة المدنية !!. إن المطلع على الهيكل التنظيمي الحديث لوزارة الخدمة المدنية يجد أن هناك إدارة عامة لتقنية المعلومات وإدارات لخدمات المستفيدين وإدارة قواعد البيانات والشبكات ولأنظمة التعاملات الاليكترونية. بل وأيضا حوكمة تقنية المعلومات وأمن المعلومات.. مما يدل على أن هناك توجها جادا نحو مستقبل اليكتروني واسع في وزارة الخدمة المدنية ينعكس بالتالي لمصلحة المواطنين المتعاملين مع هذه الوزارة. والواقع أن استماعي للرؤى والأفكار التي يحملها معالي الوزير واطلاعي على سيرته الذاتية تدعوني إلى التفاؤل نحو مستقبل أفضل بإذن الله في خدمات وزارة الخدمة المدنية.