عكس المؤتمر الصحفي لجامعة الدول العربية عقب اجتماع الاعتراف بشرعية الائتلاف الوطني السوري هشاشة الموقف اللبناني الرسمي المدعي «النأي بالنفس» عما يجري في جواره السوري من حراك شعبي، وثورة جامحة، وسياسة تقتيل وتدمير ممنهج يقوم بها النظام تحت ذريعة القضاء «على المجموعات الإرهابية». هذا المؤتمر الذي يرأسه نظريا وزير خارجية لبنان عدنان منصور بدا فيه هذا الأخير حاضرا بقوة «لزوم ما لا يلزم» فهو يرأس جلسة انحاز فيها كل العرب للشعب السوري بخلاف توجهات لبنان الرسمي المرتبط بقناع النأي بالنفس بأهداب النظام السوري ممارسا الدفاع عنه. ولعل إصرار الوزير على ذكر أن سورية واحدة من ست دول أسست الجامعة العربية ما هو إلا تكرار لكلام وزير خارجية سورية وليد المعلم الذي اعتاده في كل المؤتمرات الصحفية. المؤتمر النوعي العربي لم يرتق إليه الوزير اللبناني الذي ظهر غريبا وصغيرا إزاء جسارة رئيس الوزراء القطري، ووضوح الأمين العام للجامعة نبيل العربي. الموقف اللبناني غير المتوافق عليه داخليا حاول أن يظهر في الخارج تباينا في الموقف العربي بالاعتماد على تردد الجزائر، وارتهان الموقف العراقي للتأثيرات الإيرانية لكن الذي فاته أن الموازين الحالية تعتمد بشكل أساسي على إيقاع الشعوب وليس على أرقام الأصوات والأعداد داخل لعبة التوازنات الرسمية العربية. فالسيادة الحقيقية للشعب، والشعب حقيقة قلبا وقالبا مع ما صدر عن الجامعة من اعتراف بحق الشعب السوري في تقرير مصيره قبل اعترافه بائتلاف معارضته. فقد كان حريا بالوزير اللبناني أن يدعو إلى إشراف دولي وعربي لانتخابات تجرى في سورية وأن يتولى وهو الحليف لنظامها إقناع الرئيس السوري بذلك بدلا من اتحافنا بنظريات أقل ما يقال عنها إنها دفن للرأس في التراب لكن المفارقة أن النعامة عبر التاريخ لم تمت لكني أعتقد أن نعامة لبنان «ستموت قريبا». سيذهب منصور لبنان ليأتي نصر لبنان للشعب السوري، وستثبت الأيام المقبلة أن الشعب إذا أراد.. فلا بد أن يستجيب القدر.