في فيلم (ثرثرة فوق النيل) لنجيب محفوظ، يسير بالشارع الفنان الراحل عماد حمدي، الموظف الغلبان، المهموم بأموره الذاتية والاجتماعية، ويردد بصوت يسمعه العابر، فيقول وهو يرى مجموعة من العمال يحفرون في الشارع اللي يردموه يرجعوا ثاني يحفروه واللي يسفلتوه يرجعوا ثاني يهدوه، مرة على شان الكهرباء ومرة على شان مواسير المية ومرة سلك التلفون ومرة المجاري (ياما جاري بالدنيا ياما جاري) ما يحفروا مرة واحدة.. ويقولوا فيه لجنة تخطيط، يمكن الواحد غلطان ولجنة التخطيط هي اللي على صح، مادام يجتمعوا كثير ويخططوا كثير يبقى لازم يحفروا كثير!. وما ورد على لسان عماد حمدي. أحسب أننا لسنا بعيدين عنه، فيما يحدث لدينا من سوء تخطيط وسوء تنفيذ، وسوء مراقبة إشرافية، مما ينجم عنه إهدار للمال العام. في غياب ديوان المراقبة العامة وهيئة الرقابة والتأديب، لمتابعة رداءة وتأخر أعمال الطرق داخل المدن وحفرياتها طوال العام ورداءة الرصف والسفلتة التي بحفرياتها القاسية تكاد تسقط الحوامل العابرات للطريق. تعالوا نلقي نظرة على بعض المرافق الخدماتية! كوزارة التعليم والتربية. وبعض مناهجها التي لا تفي بمتطلبات مفاهيم التعليم التربوي المتماهي مع عصرنا الحاضر وجيل اليوم. ثم انظروا لمبانيها المستأجرة مابين الحريق والسقوط. وما تمتلكه من مبان كأنها نسخة كربونية من حيث اللون والطراز بكل مدينة. ووزارة الصحة، ليس بخافٍ وضع مستشفياتها، التي لا تفي بحاجة المريض ناهيك عن المواعيد الطويلة وأخطائها الطبية المميتة، وعجزها عن توفير (التأمين الطبي) للمواطن. ثم نأتي للب اللب وزارة التخطيط، وسوء تخطيطها العمراني داخل المدن وخارجها حيث الجبال والأودية وسيولها الخطرة المحيطة بالمدن. وستعجب من وزارة الشؤون البلدية، وأماناتها، وتصاريح العمائر الشاهقة داخل الأحياء السكنية.. وفي مجمل ذلك، لا يوجد لدينا تخطيط سليم، بل خطط عشوائية، فعندما تحدث مشكلة لدينا نهرع لوضع خطة وليدة خلقت من رحم المشكلة!. إذن كم نحتاج لمشكلة لنضع لها خطة !؟، بينما لدينا الكثير من المشكلات البنيوية والبيئية المسكوت عنها!!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة