أوضح سمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء أن ملتقى استدامة الزراعة يأتي هذا العام في نسخته الثانية ليمثل حدثا مهما في رسم خارطة مستقبل الزراعة في الأحساء تثمينا وتعزيزا لمختلف الجوانب الثقافية والتراثية التي تعتبر من أبرز خصوصيات الأحساء التاريخية، خاصة أن «واحة الأحساء» تعتبر سلة الغذاء الرئيسية في المملكة لطبيعتها الزراعية، حيث تضم أكثر من 10 آلاف هكتار من الأراضي، تشكل أكثر من 30 ألف حيازة زراعية وبها أكثر من مليوني نخلة تنتج أفضل أنواع التمور في العالم، إضافة إلى جودة محاصيلها الزراعية المتميزة من الفواكه والخضروات التي يصل عدد أصنافها إلى 36 صنفا». جاء ذلك خلال تدشينه يوم أمس فعاليات ملتقى الزراعة المستدامة في واحة الأحساء والتي نظمته الغرفة التجارية ممثلة باللجنة الزراعية بالغرفة، بحضور وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبد الرحمن بالغنيم والذي احتضنته قاعة المؤتمرات بفندق أنتر كونتيننتال، بمشاركة عدد من المختصين والمهتمين بالزراعة. من جانبه، أوضح وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم في كلمة له خلال الملتقى من أهم العناصر الرئيسية لتحقيق استدامة الزراعة هو تنوع الأنشطة الزراعية المختلفة سواءً النباتية أو الحيوانية أو السمكية في الأرياف والقرى الساحلية، بهدف إيجاد فرص معيشية لسكانها لتلبي احتياجاتهم والاستقرار في مناطق تواجدهم مفيدا أن محافظة الأحساء التي تتميز بميز نسبية ساهمت في أن تصبح واحة من أهم مراكز الإنتاج الزراعي في المملكة، وكان لذلك الأثر الإيجابي في استدامة الزراعة وتواصلها عبر الأزمنه المختلفة إلى وقتنا الحاضر. ومن أهم تلك الميز التي تشجع الاستثمار في المجال الزراعي في هذه المحافظة وجود عدد كبير من الأراضي الزراعية، وتوفر الموارد البشرية والأيدي العاملة العالية الكفاءة، بالإضافة إلى وجود ميناء العقير. وقال إنه تم مؤخرا تجديد اتفاقية التعاون بين وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والتي من ضمن برامجها مشروع تطوير المركز الوطني لأبحاث النخيل والتمور في الأحساء والذي سوف يكون داعما كبيرا لاستدامة الزراعة بواحة الأحساء. ومن بين أهداف المشروع تحسين العمليات الزراعية وعمليات ما بعد الحصاد والتصنيع وإدخال التقنيات الحديثة لرفع جودة التمور وقيمتها التسويقية في السوق المحلية والعالمية. بدوره ناشد رئيس غرفة الأحساء صالح بن حسن العفالق الجميع أن يعملوا على وضع توصيات المتخصصين موضع التنفيذ حفاظا على المكتسبات الطبيعية لهذه الواحة. وناقش الملتقون من خلال جلسات الملتقى العديد من القضايا المهمة من بينها تعزيز المصادر المائية وأثره في استدامة الزراعة في الأحساء، وكذلك الخطة الاستراتيجية لمستقبل الزراعة بواحة الأحساء إلى جانب آثار التوسع العمراني المستقبلي على استدامة الزراعة في الواحة، ومناقشة العزوف عن المهن الزراعية وأثرها على الاستدامة الزراعية في الواحة، والاستخدام الجائر للمياه الجوفية في الواحة، وكذلك التسويق الزراعي وتأثيره على الاستدامة الزراعية في الواحة.