طالبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية كاثرين أشتون في حوار مع «عكاظ» بتفعيل الشراكة الأوروبية مع الدول الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط خاصة المملكة العربية السعودية. وقالت إن جولتها الأخيرة في المنطقة وما تعرفت عليه على الأرض كان بمثابة تأكيد لما تطالب به من تحول في السياسة الخارجية الأوروبية تجاه العالم العربي والإسلامي، مشيرة إلى أن التكتلات التقليدية لم تعد كافية ومشددة على شراكة جديدة تفرضها الأحداث الراهنة في المنطقة. وأضافت: كما تسببت أحداث البوسنة والهرسك وصربيا في نهاية التسعينات من القرن الماضي في تفعيل دور السياسة الأوروبية الخارجية والدفاعية المشتركة فإن ما نشهده اليوم على الساحة العربية يؤكد ضرورة تطوير النظرية الأوروبية في كيفيه التعامل وتفعيل خطوات السلام في العالم العربي. ورأت أن الدور الأوروبي الذي تتطلع إليه لا ينبغي أن يقتصر على المبادرات وإنما يجب أن يحتوي السياسة الدفاعية وحفظ السلام ومنع حدوث توتر من خلال سياسة حكيمة تعمل على الشراكة وتفعيل المنظمات غير الحكومية فضلا عن التعاون مع المؤسسات الدستورية للدول مشددة على أن هذه المطالب ليست جديدة وإنما موثقة في معاهدة لشبونة الأوروبية. وقالت إن المطلوب الآن هو السير قدما لتحقيق أكبر قدر من الاستقرار والسلام في المنطقة العربية التي تشكل عمقا أمنيا للاتحاد الأوروبي. وأشارت إلى أن الأحداث التي تشهدها ليبيا واندلاع هجرة بشرية غير شرعية إلى أوروبا أشعلت شرارة عاجلة لتحرك أوروبي إيجابي بالتعاون مع دول الاتحاد من أجل المتوسط. وأردفت قائلة: إننا مطالبون بطرح حلول للأحداث الجارية وهو أمر يتطلب منا كأوروبيين أن نكون على دراية بما يحدث وأن نثبت قنوات الاتصال مع الدول العربية الشريكة وأن نتعاون في ملفات إعادة البناء، مشيدة بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله لدعم الدول النامية وتفعيل سياسة التنمية المستدامة المطلوبة الآن في اليمن وليبيا ومصر وتونس وهي جهود لا يمكن للأوروبي أن يقدم عليها وحده مشددة على أهمية الشراكة الأوروبية العربية. وحول الجهود المبذولة لتسوية القضية الفلسطينية أشارت أشتون إلى بيان اللجنة الرباعية الدولية الصادر في الحادي والعشرين من مايو الحالي في بروكسل والذي أيد مطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل وضرورة التوصل إلى خطوات إيجابية في هذا الشأن. وقالت إن دل هذا على شيء فإنما يدل على إصرار أوروبي ينطوي على تحريك مفاوضات السلام بأسرع فرصة ممكنة مشيرة إلى أن حرص الرئيس الأمريكي على مبدأ الأرض مقابل السلام يتوافق مع تطرحه الرباعية الدولية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط مع الحفاظ على أمن إسرائيل وتوصل الأطراف إلى اتفاق بإعلان دولة فلسطينية مستقلة قادرة على الحياة عبر المفاوضات. وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يطالب كل من إسرائيل والفلسطينيين بتخطي العقبات والعمل الجاد على استئناف المفاوضات المباشرة بدون أي تأخير. وأكدت أشتون دعمها لتفعيل المبادرة العربية للسلام انطلاقا من قناعتها بأن هذه الخطوة ستطرح آفاق للتعاون مع الرباعية الدولية ومع الاتحاد الأوروبي في ظل الجهود الرامية لوضع استراتيجية أوروبية جديدة للتعامل مع العالم العربي ومع قضية السلام في الشرق الأوسط.