استحوذت القمة الثلاثين لدول مجلس التعاون الخليجي المنعقدة في الكويت على اهتمام وسائل الإعلام الألمانية والأوروبية على السواء، إذ أبرزت ملفات القمة المتعددة، فيما حاز ملفا الوحدة النقدية الخليجية وأمن الخليج على الاهتمام الأوسع، انطلاقا من رؤى أوروبية تنطوي على أن أمن الخليج العربي يشكل عمقا أمنيا واستراتيجيا للاتحاد الأوروبي. بدوره رأى الدكتور أودو شتاينباخ الخبير في شؤون الشرق الأوسط والخليج العربي أن نتائج قمة الكويت ستكون لها ردود فعل مهمة للنهج السياسي الذي ستقوم به دول التعاون الخليجي. وقال ل «عكاظ» إن حضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أعطى للقمة وزنا ايجابيا، لا سيما أن للسعودية دورا محوريا في منطقة الخليج في هذه الفترة الحرجة التي تعمل فيها السعودية على الحفاظ على أمن أراضيها والدفاع عنها. وأضاف أن الملفات السياسية في قمة الكويت تهم الجانب الأوروبي بجانب الملفات الاقتصادية والأمنية على السواء، منوها بعملية السلام في الشرق الأوسط وانطلاق المبادرة العربية للسلام من أكبر دولة خليجية وهي المملكة. من جانب آخر، رحبت خبيرة الشؤون الاقتصادية في معهد الدراسات الاقتصادية في برلين الدكتورة كمفرت بإنشاء المصرف المركزي الخليجي في الرياض، مؤكدة في تصريح صحافي أن الرياض عاصمة خليجية محورية، وأن اختيارها كمقر للبنك المركزي الخليجي لا شك أنه اختيار موفق. وكانت إذاعة صوت ألمانيا قد نقلت في وقت سابق تصريحات وزير المالية الكويتي محمد الصباح في مقابلة صحافية مع الحياة اللندنية، أشار فيها إلى الوحدة النقدية الخليجية وإقامة منطقة خليجية اقتصادية على غرار الاتحاد الأوروبي. ولفتت التغطية الإذاعية التي نقلتها إذاعة صوت ألمانيا بجانب التغطية الصحافية أهمية أمن الخليج والدور الذي يمكن أن يقوم به مجلس التعاون الخليجي العربي لتحقيق هذا الهدف الذي يعتبر من صميم الاهتمام الأوروبي.