نعرف جميعا أن ثمة زيادة طرأت على مختلف السلع، وإن كنا جميعا نجهل تلك الأسباب التي تقف وراء الزيادة، خصوصا حين يتعلق الأمر بأسعار سلع تنخفض في أرجاء العالم، بينما ترتفع لدينا، وتجارنا ومستوردونا يقسمون أن موجة الغلاء العالمية تقف وراء تلك الزيادة، ويريدون منا أن نصدقهم، وكأننا نعيش في المريخ لا نعرف عما يدور على كوكب الأرض شيئا. نعرف زيادة الأسعار، غير أننا نجهل أسباب تلك الزيادة، والأخطر من ذلك أننا نجهل نسبة الزيادة بعد أن اعتمد تجارنا ومستوردونا سياسة الرفع التدريجي الذي يستدرجون به المواطن ويستغفلون الأجهزة الرقابية ويسايرون به أي متغير في السوق، وهم في ذلك يطبقون سياسة الخطوة خطوة مطمئنين أن مشروعهم لإفقار المواطنين وانتزاع آخر ريال يحتفظون به في محافظهم يبدأ بزيادة بضع هللات لا يلقي لها المواطن ولا المسؤول بالا، غير أنها كفيلة في نهاية الأمر بتحقيق ما يطمحون إليه من مكاسب. حسبنا أنموذجا على ذلك أن نعلم أن نسبة الزيادة في أسعار حليب الأطفال بلغت خلال الأربعة أعوام الماضية 300% ، ولم تحدث تلك الزيادة طفرة واحدة، بل على دفعات، تم استغلال كل ظرف داخلي وخارجي لتمريرها وتبريرها والتدرج فيها لوضع المستهلك أمام الأمر الواقع، فإما أن يترك أطفاله يتضورون جوعا ويعانون من سوء التغذية، وإما أن يصبح كل مولود كارثة اقتصادية على أبويه يضيف معاناة جديدة إلى جانب معاناة توفير إيجار المسكن والعلاج والدواء وبقية المستلزمات الضرورية لحياة الأسرة، والتي لم يترك الغلاء المستفحل أيا منها دون أن يمسه. وإذا كان إلزام وزارة التجارة والصناعة إحدى الشركات المصنعة للألبان بإعادة أسعار منتجاتها إلى ما كانت عليه يبدو قرارا متأخرا، فإن المتوخى من وزارة التجارة والصناعة أن تراقب هذه الزيادة التدريجية التي يعمد إليها كثير من المصنعين والمستوردين وفق خطة خمسية تسعى لإثراء التجار، باستغلال قوانين التجارة الحرة وغفلة الرقيب وغياب المحاسبة الحقيقية للمتلاعبين بقوت المواطنين ومستقبل الأجيال القادمة. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة [email protected]