فارقت الطفلة لمى (5 أعوام) هذا الأسبوع، الحياة بعد مضاعفات طالت جسدها الصغير، على إثر عنف متفاقم من والدها «كي، ضرب وتعنيف» مفارقة أن هذا الأسبوع تتضاعف فيه الحملات التوعوية حول العنف الأسري والتوعية بخطورته. الحملات المحلية أظهرت «ارتفاع نسبة العنف الأسري في المجتمع السعودي بنسبة 39.8%» ووجود نسبة مرتفعة من الحوار السلبي داخل الأسر بلغت (50.5)، نتائج حملة رصد برنامج الأمان الأسري في الرياض خلصت إلى «أن الإناث تفوقن على الذكور في حصيلة حالات الإيذاء الجنسي»..! جمعية حماية الأسرة الخيرية بمحافظة جدة.. تفيد بأن 70% من الاعتداءات على الأطفال يرتكبها رجل البيت، وما بين 50 70% من الرجال المعتدين على نسائهم يعتدون على أطفالهم. والخلاصة أن غالبية الفعاليات، أشارت بشكل مباشر إلى عنف الآباء أو ذكور الأسرة الممنوحين سلطة من أي نوع، وغياب الحوار الأسري.. وتفشي العنف اللفظي والحوار السلبي، ومازالت الجوامع وخطب الجمعة والمنابر الفعالة غائبة تماما عن مشهد المكافحة. الحلول المطروحة كالعادة طويلة الأمد لا تنقذ طفل اليوم المعنف.. والمطالبة بشمول مناهج مراحل التعليم المختلفة، تعريف الأسرة وقيمتها ومكانة كل فرد فيها، والمفهوم الشرعي للعلاقة بين أفراد الأسرة والحقوق والواجبات، وتنمية الإحساس بالمسؤولية تجاه الأسرة ...إلخ. لها أهمية قصوى وباتت من أهم روافد التنمية الأسرية والتثقيف الاجتماعي، وسط حشو المناهج بالهراء الذي لا يستفيد منه حتى سوق العمل.. لكنها تظل حلولا طويلة الأمد. الدعوة إلى «إعداد استراتيجية وطنية للتعامل مع مشكلة العنف الأسري على جميع المستويات للحد منه»، توجب مسألة كراسي البحث، التي يتم التحدث عنها ورصد موازنات لها، بدون الخروج من فعالياتها بنتائج حقيقية ملموسة تعود على المجتمع بالفائدة.. والمهم أن الحملات أكدت لمن يرغب الاستفسار أو التبليغ من الأطفال أو الأمهات بالاتصال على الرقم (116111) من التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء، وهو رقم على أهميته لا نراه في الطرقات ولا يطرح بأساليب مبتكرة ويصل إلى العامة للاستفادة منه..!! [email protected]