زمان ويا محلى أيام زمان لما تجي المطر نفرح ويغني الأطفال «يا مطره حطي حطي، على بلاد بنت أختي، بنت أختي جابت ولد، سمته عبدالصمد» بهذه الأنشودة الطفولية بدأ العم عبدالصمد محمد عبدالصمد عمدة حارتي اليمن والبحر حديثه عن المطر في جدة قديما. ويستطرد العم عبدالصمد في الحديث عن المطر «أيام زمان» ذاكرة عروس البحر الأحمر مسكونة بالمطر وجدرانها موشومة بأثر السيول ما دفع الأهالي حينها إلى حفر الخنادق والحفر والآبار خارجها للحيلولة دون وصول مياه الأمطار إلى داخلها وارتدادها إلى البحر عبر الخندق الذي يحيط بالمدينة كإحاطة السوار بالمعصم، وما تبقى من المياه كان يستفيد منه الأهالي قديما في السقيا. ويضيف العم عبدالصمد: زمان كان المطر يحل علينا كالضيف يفرح به الإنسان وكل حي على وجه البسيطة وكانت الناس في تلك الفترة تضع قطعة «خيشة» على رؤوسها وتخرج للاستمتاع بالماء المنزل من السماء، فيما يخرج الأطفال حفاة يلهون في الماء المستقر في الأرض ويخرج أبناء الميسورين منتعلين أحذية مطاطية وقبعة المشمع وبعضهم يحمل الشماسية لتقي رؤوسهم من المطر المنهمر. ويشير عمدة حي اليمن والبحر إلى أن الناس كانت تصعد على سطوح المنازل وتبدأ في فتح «المرازيم» لتنسكب المياه المتجمعة على الأسطح ومن ثم تتسرب عبرها إلى الطرقات ومن ثم إلى الخنادق التي أعدت لها أو إلى الصهاريج ومن ثم بيعها. وخلص العم عبدالصمد إلى القول بأن المطر في جدة زمان كان يستقبله الأهالي بالأهازيج كونه لا يشكل خطرا عليهم فماؤه بركة والعديد من الأسر تستخدمه للطهي فيما يستقبله الأهالي بطهي الرز والحمص.