هل صار بحر العروس متكأ للشباب والعزاب يغسلون فيه آلامهم وهمومهم وتحدياتهم هربا من الواقع؟ هل تمثل شاليهات جدة ومقاهيها ومطاعمها وملاهيها فردوسا للشبان.. ما سر التجمعات الشبابية.. «عكاظ» اجابت على الاسئلة من افواه الشباب وسط تجمعاتهم في بعض الشاليهات. محمد الصائغ مسؤول في أحد مقاهي درة العروس يقول: بحكم عملي طوال الأسبوع، وارتباطاتي ومسؤولياتي نادرا ما أجد الوقت الكافي لأخرج من الروتين الممل، لكني أحاول قدر المستطاع أن أجعل لنفسي فسحة أسميها (استراحة محارب) وتحويل نهاية كل أسبوع إلى واحة من الراحة واللقاء مع أصدقائي وزملاء العمل للخروج من الروتين وكثيرا ما أجد في ذلك مجالا للتجديد. ويضيف الصايغ انه يوزع عطلته في نهاية العام الى جزءين النصف الاول لعائلته حيث درج على الاقامة معهم في شاليه بمنتجع سياحي على البحر، والنصف الآخر يقضيه خارج المملكة «دبي وما جاورها» -حسب تعبيره. إجازتي.. عيدي نجم السلمي غالبا ما يننتظر موسم إجازة الحج لقضاء أوقاته كلها خارج المنزل ولقاء أصدقائه وأحبابه -حسب تعبيره- ومن بين هؤلاء أصحاب ابعدتهم المسافات وروتين العمل فالجميع مشغول بهموم الحياة وتحدياتها. وعن أسلوبه ورفاقه في قضاء الوقت يقول: يكون ذلك بأسهل الطرق وهي طريقة (الباي) وتعني جمع مبلغ مالي من كل شخص إلى أن يكتمل النصاب ونستطيع من خلال ذلك استئجار شاليه في أحد المنتجعات السياحية، ونقوم بتوفير ما يلزم من متطلبات من مأكل ومشرب وغيرها من الامور التي تعفينا من الخروج من الشاليه وتقطع عنا متعة البحر والاستمتاع بالأجواء التي تتمتع بها عروس البحر الأحمر. على الرأي ذاته، يمضي عبدالمحسن الوذيناني، ويضيف:الإجازة هي متنفسنا، فالبحر وأجواؤه الرومانسية تخرجنا من وطأة واختناق الدراسة والعمل وبذلك نستغل أي موسم إجازة للترويح عن أنفسنا بلعب كرة القدم على شاطئ البحر مع مجموعة من الأصدقاء سواء كانوا من نطاق المدرسة أو حتى خارجها، وأجمل ما في الموضوع هو الهروب من دائرة الروتين اليومي، حتى لو كان مجرد تجمع بسيط حول وجبة عشاء في الهواء الطلق. ويضيف عبدالمحسن: أكثر ما يشدني في اجازة موسم الحج هو المنتجعات السياحية فهي مكان مكتمل الأركان من حيث المطاعم والبحر المفتوح واجتماع الأحباب. حسين الزبيدي (17 عاما) يقول: أجواء عروس البحر الأحمر بدأت في الاعتدال مقارنة بالأشهر الماضية، فكثير من العوائل كانت لا تحبذ الخروج في النهار بسبب الأجواء الحارة والطقس السيئ الامر الذي سبب للعائلات ضغطا نفسيا رهيبا جعل من المنازل مستقرا اجباريا، ومع اعتدال الأجواء خصوصا في الامسيات أصبح بمقدورنا الخروج والاستمتاع ولو بجزء بسيط من وقتنا والترفيه عن أنفسنا إما بزيارة البحر وركوب القوارب أو الجلوس في أحد المطاعم البحرية المفتوحة مباشرة أمام البحر، أو استئجار شاليه في منتجع سياحي ونكون استحدثنا لأنفسنا فسحة ترويحية فيها تجديد يومي لحياتنا. الشاليهات والبحر سميحان النابتي (17 عاما) يقول: الاجتماع مع العائلة ولقاء الأصدقاء يكسر كثيرا من الحواجز النفسية ويمنحنا التغيير الوقتي كشباب، فأنا طوال العام أكون مشغولا في دراستي وفي النادي بحكم أنني ضمن فريق الناشئين في النادي الأهلي لكرة القدم، ونادرا ما أجد الفرصة السانحة للترفيه عن نفسي والخروج من كومة الأشغال، ملاذي دائما المنتجعات السياحية ورفقة الأصحاب والأصدقاء.. صحيح نجد مضايقات من بعض الشباب المستهتر الذي لا يدرك طرق الترفيه عن النفس ويعمل على مضايقة من حوله. ويضيف سميحان: الإجازة ليست مجرد مضيعة للوقت نحن نعطي كل شيء حقه، الدراسة لها جزء والعمل له وقته ومواهبنا لها وقتها، ولا ننسى أيضا أنفسنا فلها أيضا حقها، ومن الطبيعي تجديد الرئة بهواء نقي خاصة في موسم إجازة الحج، ورغم الغلاء الفاحش في بعض المنتجعات إلا أن طريقة (الباي) أو (القطة) تعيننا كثيرا. اما مهند أبو شال فيقول: ننتظر إجازة موسم الحج بفارغ الصبر وفي ضوئها نقوم باستئجار استراحة في أقصى شرق جدة ونقصد الأماكن البعيدة حتى نبتعد عن العمران وكثافة السكان والإزعاج، ونتولى تقسيم انفسنا الى مجموعات.. فريق للغناء وآخر للتنزه.. هدفنا الاستمتاع والمؤانسة لا غير.