أجبر الركود المعتاد للعقارات السياحية في العاصمة الرياض بعض مستثمري الشاليهات إلى تحويل نشاطهم إلى فئة الشباب بعدما كانت محصورة على العوائل. ووفقا للعاملين في شاليهات بالثمامة شرقي الرياض، إن الإقبال من العوائل شبه معدوم في أيام رمضان، على عكس فئة الشباب الأمر حول رغبة الملاك إلى الاستفادة من ذلك بسماح بتأجير الشباب لفلل وكبائن وخيام داخل المنتجع خلال أيام رمضان. ويقول عاملون التقت بهم "الرياض" في جولتها الميدانية إنه يفضل الكثير وخاصة فئة الشباب قضاء ليالي رمضان في الاستراحات والشاليهات، وذلك لكونها تقع بعيدا عن صخب وضجيج المدن ولما تحويه من وسائل الترفيه المختلفة، مما يضفي على أجوائها شيئا من المرح والبهجة في نفوسهم، وأنها هي الحل المناسب للاستمتاع بالوقت وكسر الروتين اليومي، الذين أكدوا بدورهم أهميتها في قضاء جل وقتهم في السمر والتآنس مع بعضهم البعض إلا أن بعضهم طالب بتحديد تسعيرة محددة لها والتضييق على أصحابها من استغلال برفع الأسعار. وأكد العاملون أنفسهم أن حركة نشاط تأجير مستمرة إلى نهاية شهر رمضان، على أن يتم العودة إلى نشاط سابق من خلال استقبال العوائل من بداية فترة عيد الفطر المبارك التي تشهد بالعادة إقبال خاصة من الأسر السعودية، وذلك في حجزهم خلال عطلة العيد التي يصعب فيها الحصول على منتزهات واستراحات شاغرة. مؤكدين الوقت ذاته أن فترة الأعياد تعد من أهم المواسم الاستثمارية بالنسبة لأصحاب وملاك الشاليهات والاستراحات حيث تكون في هذه الأيام أغلبها محجوزة مسبقا، من خلال الدفع المقدم إضافة إلى دفع تأمين وذلك من أجل تقيد المستأجر بالوقت وحفاظا على المحتويات، مبيناً أن عمليات الحجز قد بدأت منذ أيام منتصف شهر رمضان المبارك لتكتمل نسبة الحجز في معظم العقارات السياحية قبل حلول أول أيام العيد الفطر، ما أدى لارتفاع الطلب عليها وإلى زيادة أسعارها. واعتبر العاملون إجازة العيد من أقوى الإجازات التي تعود عليهم بالمكاسب المالية الكبيرة رغم قصر مدتها، ولصعوبة إمكانية سفر السائح المحلي للخارج، مما يزيد الطلب على الاستراحات و المنتجعات والشاليهات بعكس إجازة الصيف التي تصل مدتها لأكثر من 80 يوماً. وعلى صعيد الطرف الأخر، لم يستغرب مرتادو العقارات السياحية الارتفاع الذي تشهده العقارات السياحية في أيام العيد، نظراً للإقبال الوقتي من قبل العوائل وخاصة السعودية لتمضية أوقات العيد داخلها، إلا أنهم طالبوا بتحديد تسعيرة محددة لها وخاصة في مثل هذه الأيام والتضييق على أصحابها من استغلال برفع الأسعار. وفي موضوع ذي صلة، قال تقرير سابق صادر من شركة مزايا القابضة الكويتية إن النمو في القطاع السياحي والانفتاح الذي شهدته المملكة للترويج للسياحة غير الدينية إلى جانب النمو في السياحة الدينية نفسها سيؤدي إلى أن تساهم السياحة بنحو 82 مليار ريال من الناتج المحلي السعودي في عام 2023 ولم يغفل التقرير دور الهيئة العليا للسياحة في المملكة في تعزيز السياحة الداخلية، وتشجيع الجمهور المستهدف، من سعوديين وأجانب، وذلك عبر إطلاق حملات إعلامية لمواسم الصيف والأعياد الدينية. إضافة ليومي الإجازة الأسبوعية الرسمية الخميس والجمعة، حيث تركز الحملات على إبراز مناطق المملكة المؤهلة سياحياً لاستقطاب الشرائح المستهدفة في كل من (الرياضوجدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية والطائف وعسير والباحة وحائل والقصيم). وتستهدف الحملة زيادة الوعي لدى الشرائح المستهدفة بما يتوفر في المملكة بشكل عام والمناطق السياحية من مقومات الجذب السياحي بما تتوافق ورغبات هذه الشرائح، والتشجيع على ممارسة نشاط أو أكثر من الأنشطة السياحية خلال الإجازات. يُشار إلى أنه انتشرت في الآونة الأخيرة في المدن السعودية ظاهرة التوسع في إنشاء الشالهيات والاستراحات بشكل كبير، وقد جاء ذلك نتيجة الإقبال الشديد الذي تشهدها من الأهالي وفئة الشباب ذلك لإقامة المناسبات والولائم أو الاجتماع للتسلية وتبادل الأحاديث والبعد عن صخب المنازل والطرق وسط المدن.