أبدى مصطفى البرغوثي القيادي الفلسطيني، والأمين العام للمبادرة الفلسطينية تشاؤما حيال انعكاسات نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية على القضية الفلسطينية. وقال البرغوثي في حوار مع «عكاظ» إن إدارة الرئيس باراك أوباما في ولايته الثانية ستظل أسيرة للوبي اليهودي الذي يتحكم في صناعة القرار السياسي الأمريكي. معتبرا أن واشنطن فقدت القدرة على أن تقوم بدور وسيط بسبب انحيازها الشديد إلى إسرائيل. ورأى أن التوجه إلى الأممالمتحدة للحصول على وضع دولة غير عضو سيقوي الموقف الفلسطيني. وقال إنه لدعم هذا التوجه ينبغي أن يدرك جميع الفلسطينيين أنهم في حاجة ماسة للوحدة، وإنهاء الانقسام لكي يستطيعوا مواجهة الكثير من التحديات والضغوط من خلال موقف موحد داعم لقرار القيادة الفلسطينية. وطالب بعدم الالتفات إلى عمليات التحريض والاستفزازات والابتزاز والضغوط التي تمارس ضد الجانب الفلسطيني في هذا الشأن. وأضاف أن توجهنا إلى الأممالمتحدة، وإنجاز الاعتراف حتى لو بدولة غير عضو سيؤدي إلى تغيير الواقع في الأراضي المحتلة، ويلغي كل قيمة للاستيطان الإسرائيلي لأنه سينسف إدعاء إسرائيل أن هذه أراض متنازع عليها. والأهم من ذلك أنه يفتح أمامنا المجال إلى اللجوء إلى كافة وكالات الأممالمتحدة بما فيها محكمة الجنايات الدولية، ومحاكمة إسرائيل على جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني. وعن الانتخابات الإسرائيلية التي ستجرى في شهر يناير المقبل. قال البرغوثي إن جميع المعطيات تشير إلى أن تحالف اليمين الإسرائيلي ماض للفوز في الانتخابات المقبلة. وقد شهدنا اندماج حزب (الليكود) بقيادة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، وحزب (إسرائيل بيتنا) بقيادة وزير الخارجية المتطرف أفيغدور ليبرمان. وهو ما يؤكد انجراف المجتمع الإسرائيلي بغالبيته المطلقة نحو التطرف والعنصرية، في ظل دعم قوى دينية أخرى متشددة ترفض برامجها السلام مع الفلسطينيين. وتابع لذلك لا نرى أي بارقة أمل في أن تعود المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي في ظل لاءات إسرائيلية ضد حقوق الشعب الفلسطيني. وهو ما حذرنا منه منذ إبرام اتفاق أوسلو. والمطلوب هو تعزيز الوفاق الفلسطيني، والوحدة الوطنية لمواجهة مرحلة عصيبة مقبلة على الشعب الفلسطيني قد تشهد عدوانا واسعا على قطاع غزة، وتقسيما للضفة من خلال المستوطنات، وجدران الفصل العنصري، وإقامة المعازل و «البندوستونات» التي تقضي على خيار إقامة الدولة الفلسطينية.