كعربي يؤلمني ما يحصل في عراق الرافدين (دجلة والفرات)، فقد اكتملت حلقة المؤامرة على العراق أرضا وشعبا، ليعاني الفرقة والشتات بشأنيه الداخلي والخارجي. فبداخله يكون القتل والتهجير الطائفي على الهوية، ناهيك عن التفجيرات الدامية التي ضحاياها الكثير من الشعب العراقي المبتلين والمنتمين لوطنهم (الأم) بينما قراره ليس عراقيا وطنيا حقا وإنما مرتهن للخارج، فكيف له بالخيار الوطني وهو مكبل بأصفاد الجار الشرقي. لذلك أتى حديث نائب الرئيس العراقي السيد طارق الهاشمي، صائبا، وقد استضافته صحيفة «عكاظ» الجمعة 17 من ذي الحجة 1433ه ، فقد وضع النقاط على الكثير من الأمور بشأن العراق والحكومة المالكية الموالية لحكام طهران. ففي معرض حديث السيد طارق الهاشمي قال وهو القول الصائب: «إن نوري المالكي استقطب السلطة والهيمنة على البلد فجعل المؤسسات الأمنية تحت سيطرته ولا يسمح لأحد بمشاركته حتى لو كانت المشاركة جزئية، وبمرور الوقت وضع أكبر مقاولات الدولة تحت سيطرته ووصايته ثم سيطر على الإعلام الرسمي المدفوع من خلاله الميزانية الحكومية، وهيمن على القضاء بحيث أصبح الأمن والمال والإعلام والقضاء تحت سيطرته، وهذه ليست دولة المؤسسات التي روج لها الأمريكيون عام 2003م وليس هو الحكم الذي حلم به أبناء العراق، العراق الآن دولة استبدادية لا تختلف عن الحكم السابق، فالملفات كلها بيد حزب وشخص وطائفة واحدة.. فأمريكا وإيران تقدمان دعما غير مسبوق لنوري المالكي...إلخ» .. وأقول لازلت متفائلا بأن العراق لا بد أن تشرق شمسه مجددا ويغتسل بنهري دجلة والفرات عن أدران ماضيه وحاضره، ليبقى عراق النبلاء لا عراق الدخلاء. وستعود أرض الرافدين صحيحة معافاة، إنها أرض السواد كما وصفها الروائي عبدالرحمن منيف في رائعته (أرض السواد) والمعنى بكثرة نخيلها وبساتينها وحضارتها تراثا وميراثا، قبل أن تسعى أمريكا وطهران في خرابه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وهلاك الحرث والنسل، وقد أضحى العراق يستورد كل المنتجات الزراعية والسلع الضرورية وهو الغني بثروته النفطية. وثروته البشرية بمجمل ألوانها وأطيافها العلمية والثقافية التي تم تدميرها، وعزله عن محيطه العربي، وتركه مثخن الجراح صعبا على العربي في الغدو والرواح!!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة [email protected]