لا يختلف اثنان على أن المسؤولية الاجتماعية هي التزام للأشخاص والشركات بالتصرف أخلاقيا، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، والعمل على تحسين نوعية الظروف المعيشية للعاملين وللمجتمع ككل. ووفقا لهذا التعريف فإن المسؤولية الاجتماعية نوع من أنواع الاستثمار بعيد المدى للشركة داخل المنظمة وخارجها، فيترتب عليها زيادة الربح والإنتاج عبر ضمان ثقة المستهلك بالسلع والخدمات التي تقدمها الشركة، وتعزيز احترام الشركة في المنطقة العامله بها. ولا ينبغي أن تكتفي بعض الشركات الكبيرة بالصدق مع العميل وكسب ثقته عبر محاربة الفساد الداخلي وعدم استخدام الإعلانات المضللة للجمهور، بل تتعدى ذلك بدعم المشاريع الاجتماعية بالتبرعات السخية ليس من باب الصدقة، بل رد الدين للمجتمع العامل به. وتزيد بعض الشركات على ذلك بتخصيص ما يسمى بصندوق المسؤولية الاجتماعية، فهناك شركات عالمية لديها مراكز للتعليم المبكر للمساعدة في تثقيف المجتمع عامة والأطفال خاصة، والتعريف بالأضرار المصاحبة لتلك المشاريع دون حاجة لتدخل الحكومات. ولابد أن ندرك أن المسؤولية في جوهرها أخلاقية تستمد مفهومها من طبيعتها التطوعية، والأخلاق لا تأتي بالإجبار والإلزام، بل من خلال تشجيع وتحفيز الشركات على إرساء القيم السامية في المجتمع، وتقديم نماذج رائعة تطبق المفهوم الصحيح للمسؤولية المستدامة. ومن هذا المنطلق اقترح إطلاق جائزة سنوية عليا للمسؤولية الاجتماعية بهدف تشجيع مؤسسات القطاع الخاص والبنوك على المضي قدما تجاه المسؤولية الاجتماعية وتحفيزها، على غرار الجائزة التي أقيمت لمرة واحدة إبان إطلاق المنتدى الأول للمسؤولية الاجتماعية في مدينة جدة، فنحن في أمس الحاجة إلى تنظيم هذه الجائزة بشكل سنوي لكل الشركات التي لها باع في هذا المجال، بإشراف مباشر من وزارة الشؤون الاجتماعية هدفه تشجيع الشركات ودفعها للتنافس بشكل متواصل لإظهار عملها في مجال المسؤولية الاجتماعية. إننا في حاجة ماسة إلى نشر وتأصيل مفاهيم المسؤولية الاجتماعية من خلال عقد المؤتمرات والمنتديات والملتقيات التي تزيد من ثقافة المجتمع في هذا الجانب. * متخصص في المسؤولية الاجتماعية