صديقي.. فوز أوباما للمرة الثانية يعطي دلالات واضحة وصريحة بأن الحراك ضد العنصرية داخل المجتمع الأمريكي كان صادقا، ولم يكن كما قال أحد الأكاديميين «محاولة لتبرئة الذات، وأن العنصرية ما زالت المحرك»، أو كما قال آخر «إن سياسة بوش الجمهوري أضرت حزبه، وكان يمكن لأي مرشح ديموقراطي أن يفوز لغضب الشعب من الحزب الجمهوري و(بوش) الذي أنهك اقتصاد أمريكا بخوض الحروب العبثية». فهذه المرة فقد أوباما ذاك الزخم بأن يصوت له الناخبون لتبرئة الذات من تهمة العنصرية، ونسوا كوارث «بوش»، وتم اختبار سياسة «أوباما» أربع سنوات، ولم يعد الرجل الأبيض يشعر «بتأنيب الضمير» على ما فعله هو أو آباؤه بالأمريكيين السود، ومع هذا فاز ليؤكد أن هناك حراكا صادقا نحو أنسنة المجتمع، فبات المجتمع في أغلبه لا يفرق بين أبنائه عرقيا أو عقديا أو مذهبيا، هذا ما أكده المرشح الجمهوري المنافس «رومني» الأبيض والمتدين الذي كان ينهي خطاباته بصلوات وأدعية. فاز لأن الحراك حقيقي، ولم يكن كما قيل سابقا ردة فعل سنكتشفها في الانتخابات الثانية حين تسقط الإنسانية وينتصر العرق والقسيس. صديقي.. الحراك الحقيقي لتغيير واقع المجتمعات نحو الأفضل.. نحو الإنسانية، يبدأ بأن يعترف الإنسان أن الإرث التاريخي القبيح للبشرية ما زال عالقا بلا وعيه ويتحكم به، ويخرج كلما سنحت له الفرصة. هذا الاعتراف الأولي بحملك لفيروس إرث قبيح من التفرقة العنصرية سيجعلك تبدأ صراعك مع ذاك القبح الذي يسكنك، وهذا ما حدث بأمريكا مذ ندد الرئيس الأمريكي «إبراهام لينكون» عام 1865م، ثم مضى المجتمع في حراكه، كل مرة يأتي شخص «دينس مكنير جون لويس مارتن لوثر كنغ... إلخ» ليذكرهم بالإرث القبيح الذي على أفراد المجتمع التخلص منه. ومثل هذا الحراك سيوصل المجتمعات إلى نبذ تلك العرقية، بعد أن يزيح كل ذاك الأرث القبيح الذي أخفى حقيقة أن «كل البشر ورغم تعدد أعراقهم وألوانهم خرجوا من رحم امرأة واحدة اسمها حواء». التوقيع: صديقك للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة