@@ لدي شعورقوي.. @@ بأن المرشح الديمقراطي (باراك اوباما) سوف يفوز ليس فقط بترشيح الحزب الديمقراطي في (22)ولاية.. تصوت غداً على اختيار مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي.. وانما بالوصول إلى البيت الأبيض وإقصاء الحزب الجمهوري هذه المرة.. @@هذا التوقع لا أنطلق فيه من فراغ.. @@وانما من خلال القراءة الفاحصة لبرنامجه القوي والمتمثل في وعده الناخبين بإحداث تغيير حقيقي في الحياة الأمريكية وفي تغيير الصورة المشوهة عن أمريكا في العالم أيضاً.. @@ وسوف يحدث هذا.. @@ بالرغم من فرص السيدة (هيلاري كلينتون) الكبيرة للفوز في ولايات كبيرة مثل: كاليفورنيا ونيويورك ونيوجيرسي وماساشوستس @@ كما قد يحدث هذا بالرغم من تشكيك الجمهوريين في جدية وعود الديمقراطيين والتشكيك في برنامج (اوباما) المتفائل بصورة أكثر تحديداً. @@ وكذلك بالرغم من أن الكثير من المراقبين يراهنون على أن (اوباما) لا يمكن أن يصبح رئيساً لأمريكا بحكم طبيعة لونه أيضاً.. @@ رغم كل هذا.. فان فرص (اوباما) من وجهة نظري تظل كبيرة في الوصول إلى البيت الأبيض للأسباب التالية: أولاً: أن الشعب الأمريكي ميال إلى التغيير ليس في السياسات فقط وإنما في الوجوه أيضاً.. ثانياً: أن الوضع المأساوي للقوات الأمريكية في العراق وافغانستان يكاد يميل لصالح برنامج الديمقراطيين بضرورة الانسحاب من العراق خلال عام واحد.. ولا سيما بعد أن فقد الأمريكيون حوالي (4000) شاب في الحرب. فيما يصر الجمهوريون على ضرورة البقاء والاستمرارلدواع أمنية لا يبدو أن الشعب الأمريكي مقتنع بها.. ثالثاً: أن الاقتصاد الأمريكي يعاني كثيراً من تدهور الأوضاع الاقتصادية ممثلة في أعراض التضخم والركود والبطالة وتدهور سعر الدولار وانكماش الصادرات على عكس ما كان عليه الوضع في عهد الرئيس الديمقراطي السابق (بيل كلينتون). رابعاً: أن الفجوة تزداد اتساعاً بين أمريكا ودول العالم وفي مقدمتها دول أوروبا الغربية.. والصين.. واليابان وروسيا.. وكذلك أكثر دول الشرق الأوسط.. وحتى بعض دول أمريكا الجنوبية.. وان لدى (اوباما) تصوراً محدداً لإعادة بناء الثقة بأمريكا الحديثة في الداخل والخارج.. @@ وليس صحيحاً (من وجهة نظري). @@ أن الشعب الأمريكي لن يختار (اوباما) لأنه أسود اللون.. @@ وانما الصحيح هو... أن الشعب الأمريكي لا يمكن أن يتنكر لمبادئه الاساسية.. وفي مقدمتها محاربته لسياسة الفصل العنصري... وبالتالي فإن اختياره (لأوباما) سيكون بداية تصحيح الصورة الذهنية عنه في هذا الجانب.. @@ولو حدث العكس.. @@ فإن الكثير من الثوابت الأمريكية ستهتز كثيراً.. خامساً: أن الامريكيين يجدون في أوباما صورة متجددة للرئيس كيندي.. بثباته.. وحماسته.. وطموحاته.. وقوته.. وحداثة رؤيته وتفاؤله.. وسوف لن يترددوا في اختياره تجديداً لحيوية أمريكا وشبابها ولحاجتها للقوة الحقيقية العاقلة أيضاً ولاسيما بعد تأييد أسرة كنيدي له.. @@ وإذا حدث غير هذا.. @@ واختار الديمقراطيون (هيلاري كلينتون) لمواجهة الفائز من الحزب الجمهوري في المرحلة القادمة.. فان ذلك قد يحدث لسبب واحد هو... أن الجمهوريين قد دعموا اختيارها لادراكهم بان الأمريكيين لن يختاروا امرأة للرئاسة حتى يحتفظوا بوجودهم في البيت الأبيض للفترة القادمة.. بالرغم من الإرث الصعب الذي سيرثونه ومطلوب منهم أن يعالجوه.. ويقنعوا معه الشعب الأمريكي بسلامة مواقفهم وسياساتهم.. بما في ذلك استمرار وجود الجيش الأمريكي في العراق وافغانستان وتعريض المزيد من الشباب الأمريكي للقتل اليوم.. وكذلك اقناعه بقدرتهم على معالجة أوضاع الاقتصاد الأمريكي المتدهورة أيضاً.. @@ وإذا حدث هذا.. @@ واختار الأمريكيون الحزب الجمهوري ومرشحه.. @@ فإن هذا الشعب لا يبدو مستعداً لاختيار.. امرأة.. أو أسود - كما قلنا - لدخول البيت الأبيض.. وهما نقطتا الضعف اللتان يراهن عليهما الجمهوريون كثيراً.. @@ وإذا حدث هذا أيضاً.. @@ فإن الأمريكيين سيؤكدون بانهم شعب غريب المزاج.. @@ وانهم يتحدثون عن قيم الديمقراطية.. والعدالة.. وكره سياسة الفصل العنصري.. ولكنهم لا يطبقونها.. @@أليس كذلك؟!