يمثل هذا الرقم الضخم أدني سرعة بالكيلومتر في الساعة التي يجب أن تحافظ عليها في الفضاء الخارجي لتبقى في حالة دوران حول الأرض. يعني مهما طلعت أو نزلت، لو لم تصل لهذه السرعة الهائلة فلن تحقق متطلب الدوران. خطرت على بالي هذه الظاهرة أثناء اجتماعي في الرياض بمجموعة « تحالف رواد الفضاء» من مختلف أنحاء العالم. ولكي تفوز بلقب «رائد فضاء» فيجب أن تصعد إلى ارتفاع مائة كيلومتر عن سطح البحر. وهذا ينطبق على جميع الدول ماعدا أمريكا التي تصر على أن الارتفاع الذي يمثل الفضاء الخارجي وريادة الفضاء هو 80 كيلومترا فقط. ويتطلب الانضمام إلى التحالف الدولي لرواد الفضاء أن تكون قد أكملت على الأقل «لفة» كاملة أو دورة حول العالم. وكان لي شرف لقاء مجموعة من هؤلاء الرواد، وبصراحة فهم يشعرونني بالتواضع الشديد جدا نظرا لما حققوا من إنجازات. وإليكم بعض الأمثلة: الرائد «جيري روس» يحمل مجموعة من الأرقام القياسية ومنها عدد الرحلات الفضائية، ويحمل أيضا الرقم القياسي في الخروج من مركبة الفضاء أثناء تحركها في الفضاء الخارجي... يعني نظام «يا جماعة أنا طالع بره شوية لأنني مليت الجلسة هنا» . والخروج بالزي المناسب لبيئة الفضاء طبعا. وأما «باتريك ماكدانيلز» فكان قائدا على عدة رحلات للمكوك ويتحدث بشغف عن ذكريات قيادتها كأنني أسترجع ذكريات قيادة سيارتي الكامري. ورائد الفضاء الياباني «سويكي نوجوشي» كان متواضعا للغاية بالرغم أنه صعد على رحلة أمريكية، وأخرى روسية، والثالثة على محطة الفضاء الدولية وقد عاش في الفضاء الخارجي مدة تكاد أن تصل إلى الستة أشهر. علما بأنه قد اجتاز اختبارات اللياقة البدنية والفكرية والنفسية لوكالة الفضاء اليابانية «جاكسا» وهي أمثلة في الإحباط في أقوى أدواره، ولكن الرجل لم يشتكِ. وأما الدكتور «مظفر عبد الشكور المصري» فكان أول رائد فضاء من ماليزيا الشقيقة، وهو طبيب عظام، وأستاذ جامعي، وتم اختياره من حوالى 12000 متنافس ومتنافسه لشرف تمثيل بلاده في ريادة الفضاء عام 2007 على متن مركبة فضاء روسية. وكانت اختباراتهم والتصفيات النهائية إعجازية في جميع أبعادها. واجتازها «المظفر» بكل سهولة. وأما «أنوشي الأنصاري» فقد كانت أول مسلمة في ريادة الفضاء عندما صعدت في مركبة الفضاء الروسية «سويوز» عام 2006 إلى محطة الفضاء الدولية. وكانت وزوجها ممن وضعوا اسم عائلتها في التاريخ بدعم جائزة «الأنصاري» الشهيرة في مجال الفضاء ومقدارها عشرة ملايين دولار. وقد فتحت تلك الجائزة مجالا هاما لريادة الفضاء من القطاع الخاص فمنحت لأول شركة تستطيع أن تصل إلى حافة الفضاء الخارجي مرتين خلال شهر واحد. وأما الدكتور «أولسن» الأمريكي فقد صعد إلى الفضاء على متن مركبة السيويوز الروسية عام 2005. وقصته عجيبة في أنه كون ثروته في المجالات العلمية، ثم حقق حلم ريادة الفضاء من خلال البرنامج الروسي ودفع حوالى عشرين مليون دولار رسوم التدريب وتكاليف الرحلة. وعندما سألته عن دفع هذا المبلغ الخيالي مقابل رحلة فضائية واحدة كان رده بكل هدوء أنه كون ثروته في مجال العلوم والتقنية، ولا يرى مانعا في أن يرد الثروة الى العلوم والتقنية.. كل من رواد الفضاء له قصة عجيبة ومعظمها تحتوي على كفاح ومثابرة وتدريب وتدريب وتدريب، ثم المزيد من التدريب للوصول إلى التميز. وتأملت في إنجازاتهم وتمنيتها لأولادي ولطلبتي. أمنية الحمد لله أن من أجمل قصص الإنجازات الفضائية هي قصة سعودية، فمنذ 27 سنة صعد إلى الفضاء الخارجي أول رائد عربي مسلم ليصلي، ويرتل القرآن، ويصوم آخر أيام شهر رمضان الكريم أثناء دورانه حول الأرض 112 مرة متتالية. وفتح الأمير سلطان بن سلمان مجموعة أبواب لاستكشاف الفضاء، شاملة اهتمامات مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الجادة بهذا المجال الحيوي. واليوم لدينا درزن أقمار صناعية سعودية صممت بعقول وطنية وصنعت بأيادٍ سعودية لتدور حول الأرض بمشيئة الله إلى الآن. ولدينا تطورات أخرى قادمة في المجال إن شاء الله: قمرا العام القادم، وقمر آخر في العام الذي يليه، ثم بعد ذلك عام 2015 . وبصراحة، أتمنى أن يدرك شبابنا أن هذه الإنجازات الحقيقية، وأتمنى أيضا أن يتم تأهيل رائد فضاء سعودي ثان ليكمل المسيرة، وليمثلنا في مسيرة الاستكشافات العلمية الجديدة. والله من وراء القصد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة