أكد رائد الفضاء الماليزي الدكتور شيخ مظفر، أن قراءته لقصة أول إنسان تمكن من الطيران إلى الفضاء الخارجي والدوران حول الأرض عام 1961م، كانت نقطة إلهام له في حياته نحو التفكير في الفضاء، إلا أن رحلة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز عام 1985م كأول رائد فضاء مسلم، كانت مفتاح العزيمة له والإصرار نحو تحقيق حلم الصعود إلى الفضاء عام 2007م. وقال الدكتور مظفر في محاضرته اليوم أمام أكثر من 200 طالب من مدارس التعليم العام، حضروا اليوم لسماع ومشاهدة خبرات رواد الفضاء العالميين بمقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية : كنت أتابع بشغف كبير رحلة الأمير سلطان بن سلمان، وعمري حينها لم يتجاوز 15 عاماً، وزادني الحماس الذي شاهدته في الأمير سلطان عندما صعد إلى الفضاء طموحاً نحو تحقيق نفس الحلم، وفق شعار حملته في نفسي (الحلم الممكن). رائد الفضاء الماليزي "مظفر"، الذي التحق بدراسة الطب، وتخصص في جراحة العظام في مستشفى كوالالمبور، لم ينس حلمه في الصعود إلى الفضاء الذي راوده في ريعان شبابه، فتقدم ضمن 11 ألف مرشح في ماليزيا، للصعود عبر مركبة الفضاء الروسية (سويوز تي ام اي 11)، وتم اختياره من بين هذه الأعداد، ليتحقق الحلم في العاشر من شهر أكتوبر 2007م، حيث انطلقت المركبة من محطة "بايكنور" في كازاخستان،باتجاه المحطة الفضائية الدولية برفقة زملائه الروسي يوري مالينشنكو، والأمريكية بيغي ويتسون، ليتم بعد يومين الالتحام بالمحطة، على ارتفاع 350 كيلو متر فوق آسيا الوسطى. ولفت الدكتور مظفر، في محاضرته التي تأتي ضمن فعاليات المؤتمر السعودي الدولي لتقنيات الفضاء والطيران 2012 والمؤتمر الدولي ال 25 لجمعية مستكشفي الفضاء، إلى رحلته إلى الفضاء قد كلفت بلاده 22 مليون دولار، مؤكداً أن طموحه لم يقف إلى هنا، حيث يطمح إلى أن يكون ضمن طاقم المكوك الذي سيذهب في رحلة طويلة إلى المريخ سنة 2027م. وشرح كيف كان يؤدي الصلاة في مركبة الفضاء، مشيراً إلى أنه كان يحمل على يده ثلاث ساعات، إحداها كانت لضبط أوقات الصلوات الخمسة تبعاً لليوم الأرضي، كون المركبة تدور حول الأرض كلّ 90 دقيقة ؛ ما يعني أن الشمس تشرق عليهم كل 45 دقيقة، وبالتالي يجب اعتماد إحدى المدن الأرضية كمرجع لتحديد أوقات الصلاة، موضحاً أن مكةالمكرمة هي التوقيت المعتمد لديه في تأدية الصلاة، بينما أشار إلى أنه بحسب دوران المكوك وأوقات شروق الشمس فإنه من المفترض أن يصلي 80 مرة في اليوم، لكنه حصل على فتوى تجيز له الجمع في الصلوات في فترة رحلته التي استمرت 11 يوماً، فكان يثبّ رجليه على أرضية المركبة أثناء الصلاة، ويخفّف السجود حتى لا ينقلب في الفضاء منعدم الجاذبية. وتحدث رائد الفضاء الماليزي، عن تجاربه داخل المكوك، وكيف كان يتناول الطعام في المحطة الفضائية الدولية، وكيف يستعيضون بالماء، عند الاستحمام، بقطعة أسفنجية وقطعة قماش مبللة بالماء. وأفاد أنه أجرى خلال رحلته الفضائية دراسات لبعض الأمراض المزمنة والوراثية مثل أمراض الدم والكبد، وتبلور الميكروبات والبروتينات، إضافة إلى إجراء حصص دراسية تجريبية للظواهر الفيزيائية والفلكية، خاصة الجاذبية وتأثيرها على الحياة اليومية للبشر. من جانبه قدم رائد الفضاء الأمريكي شارز ووكر، عرضاً مرئياً لرحلات الفضاء الثلاث التي قام بها في حياته، مشتملاً على التجارب العلمية التي أجراها مع زملائه رواد الفضاء ال 17، الذين رافقهم في رحلاته الثلاث، في مجالات على الأحياء، والفيزياء، والطب، وتقنية (Electrophoresis Operations in space) الخاصة بتجربة تعقيم المواد الطبية في الفضاء. واستعرض رائد للفضاء الألماني الدكتور أورك وولتر، المقارنة العلمية في اختلاف الجاذبية ما بين الأرض وداخل المكوك الفضائي، وفق ما يسمى ب" قانون انعدام الجاذبية"، كما قدم عرضاً مرئياً لصور فوتوغرافية وتلفزيونية التقطت من مركبة الفضاء التي كان على متنها، تبرز غروب الشمس من على كوكب الأرض. وعرض الدكتور وولتر، صوراً عالية الدقة التقطتها الأقمار الاصطناعية تكشف أكثر التجمعات السكانية لأي دولة في العالم من خلال رؤية فضائية تظهر على شكل "نقاط ضوئية بيضاء"، موضحة الصور أن أكثر التجمعات السكانية في المملكة العربية السعودية تمتد ما بين ساحل الخليج العربي مروراً بالرياض إلى الساحل الغربي على البحر الأحمر. وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية، كثافة السحب على سطح الأرض، والعواصف الرعدية التي تعصف ببعض القارات، علاوة على المجالات المغناطيسية التي تخترق طبقة "الأوزون" وتظهر في صورة شفق أخضر، مما أثارت إعجاب الحضور لروعتها ودقتها التي تؤكد عظمة الخالق عز وجل. عقب ذلك تناول رائد الفضاء الطيار الألماني كلاوس فليد، عن تجربته مع وكالة الفضاء الروسية في رحلته الفضاء "مير92"، حيث تم اخضاعه لتدريبات مكثفة استمرت سبعة أسابيع من أجل الصعود على الرحلة الفضائية، مقدماً عرضاً مرئياً عن التدريبات والاختبارات التي أجراها قبيل انضمامه إلى فريق رواد الفضاء في رحلة مير 92.