صباح كئيب ذلك الذي عاشته الرياض صبيحة الخميس الماضي باستيقاظها على دوي انفجار مخيف. ولأن المصائب والمواقف تفرز الرجال وتكشف المعادن فقد كان لشباب هذا الوطن مواقفهم المشرفة في تلك الحادثة وهي مواقف لم تنتهِ في ذلك اليوم بل امتدت لبقية الأيام التالية له باستمرارية وتجدد مشرق ومشرف، هذه الجهود تتمثل في جوانب منها إسعاف المصابين وتقديم العون لمن هو بحاجة له والتطوع بالوقوف أمام المحلات المتضررة لحمايتها من السرقة والعبث، والتفرغ لمساندة الجهات المختصة بتنظيم حركة السير في منطقة شريانية توقف الحركة فيها لثوان كفيل بإحداث أزمة اختناقات مرورية تمتد للمناطق البعيدة عنها. لا نتحدث هنا بكلام إنشائي باهت ولا نحاول تحسين الصورة مهما كانت فنحن ندرك أننا لا نعيش في مدينة أفلاطون الفاضلة وأنه لا يوجد مجتمع حقيقي يعيش بهذه المدينة المتخيلة ولنا أن نتذكر ما بثته على الهواء الكثير من القنوات الفضائية لمشاهد لبعض الشعوب التي ما أن شعرت باهتزاز الأمن حتى سارعت لنهب كل ما خف حمله وغلا ثمنه من الممتلكات العامة والخاصة. لكن المؤسف هو أن تغيب هذه المواقف والأخلاقيات الرائعة التي تجلت في حادثة صهريج الغاز في مواقع التواصل الاجتماعي ليقفز المتن على الهامش وينصب الحديث على مقطع يصور بعض الشباب وهم يتجمعون على أنقاض أحد المحلات ليقول المصور بأنهم جاؤوا للسرقة بينما لم يستطع أن يوثق بكمرته إلا ارتداء البعض منهم لملابس عمل خاصة بتك الشركة.. لا نبرر لهؤلاء فوضويتهم وإرباكهم للمشهد لكننا نؤكد أن الوضع على الأرض أجمل وأرحب مما يثار من ترهات لا توجد إلا عندما يوافق شن تويتر طبق قناة العالم!.