أستميح القراء عذرا إن كانوا لحظوا بين حين وآخر ظهور بعض الأخطاء النحوية في ما أكتب من مقالات مما ليس لي يد فيه، فمصحح الجريدة يبلغ به أحيانا اجتهاده في التصحيح أن يشطب صوابا ليدون مكانه خطأ!! ومن كان مثلي يحرص كثيرا على مراجعة ما يكتب قبل أن يبعث به إلى الجريدة التماسا لخلو المقال من اللحن قدر المستطاع، فإنه بلا شك يزعجه كثيرا أن يجد مقالاته تتعرض للتغيير على يد مصحح حديث التخرج فيغير ويبدل في المقال بحسب ما لديه من المعرفة مما يظن أنه صواب!! بعض المصححين لديهم (نصف العلم)، فهم متى مر عليهم في اللغة ما يجهلونه لا يتوقفون عنده للتساؤل حوله واستشارة المعاجم اللغوية بشأنه للتأكد من الصواب، وإنما يبادرون الى تغيير ما يظنونه خطأ بحسب معرفتهم، ومعرفتهم ليست دائما صحيحة!! وعلى سبيل المثال هناك كثير من الأخطاء اللغوية الشائعة في الكتابة يظنها بعض المصححين صوابا لكثرة تداولها وشيوع استعمالها ومتى وجد غيرها مدونا مما هو الأصح ظنه مخالفا للصواب فغيره بحسب مقدار ما لديه من العلم!! إن القارئ لا يدري أن ما يظهر من خطأ أحيانا يكون مدونا بقلم مصحح اجتهد في غير محل الاجتهاد، فينسب الخطأ إلى كاتب المقال ويحمله وزر خطأ هو منه براء. لذلك فإني أقترح على الصحف عدم إسناد تصحيح مقالات الكتاب لغويا إلى مصحح تخصصه هي لتلك المهمة، وأن تترك مسؤولية التصحيح للكاتب نفسه، وعلى كل كاتب أن يلتزم بكتابة سليمة لغويا، إما بتطوير مهاراته اللغوية، وهذا أضعف الإيمان لمن ينسب نفسه إلى حرفة الكتابة والاشتغال بالتأليف، وإما بالاستعانة بمن يصحح له ما يكتب، ومن حق الصحف الامتناع عن نشر أي مقال لا يتصف بسلامة اللغة. فسلامة اللغة هي من المهارات الأساسية التي يتوقع أن يكون كل كاتب متمكنا منها ومن فاته ذلك لا يحق له الاتصاف بتلك الصفة. لو قبلت الصحف بما اقترحت لأمكنها صيد أكثر من عصفور بقرار واحد، فهي أولا تحسن إلى الكتاب بأن تجبرهم على الاهتمام بتطوير مهاراتهم اللغوية، وثانيا تقلل من عدد المصححين لديها، وثالثا تضفي ازدهارا على سوق تصحيح المقالات، ورابعا وهو أهم ما في الأمر تسهم بصورة غير مباشرة في تعزيز مكانة اللغة العربية وإعادة الاحترام لها بعد أن صار كثيرون لا يخجلون من ضعفهم في اللغة العربية بحجة أن تخصصهم الدراسي لم يكن في مجال اللغة، غير مدركين أن اللغة هي الأداة التي ينجزون بها تخصصاتهم الأخرى مهما تنوعت، وأن سلامة الأداة ضرورة لجودة الإنجاز. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة