ما أن يبدأ موسم الحج حتى ينتشر مرشدو الفزعة الباحثون عن الربح، في الأماكن السياحية والتاريخية في المدينةالمنورة، فهو موسم ذهبي لهم، يعملون بدون تصاريح، ولا إرث معلوماتي تاريخي يخولهم للعمل كمرشدين سياحيين، لكن جني الأرباح الموسمية يدفعهم لخوض التجربة مهما كلف الأمر. فرع التوعية الإسلامية في الحج والعمرة يكافح تلك الظاهرة بزيادة أعداد المرشدين المعتمدين إلا أن ذلك لم يقف حائلا أمام المرتزقين الذين يروجون لأنفسهم بالوقوف في أماكن تجمع الحجاج، فمرة تجدهم في قبر سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب، ومرة في جبل أحد أو مسجد القبلتين أو في مقبرة البقيع، حيث تزداد أعداد الحجاج. كريم الصاعدي مرشد للحجاج لا يملك تصريحا للعمل في الارشاد السياحي التقته «عكاظ» وهو يبحث عن السياح قرب المسجد النبوي، فقال: أقوم بنقل الحجاج للمواقع التاريخية وللراغبين في تفقد المزارات كما أنظم العديد من الرحلات للحجاج وبشكل جماعي إذا أرادوا ذلك، وأقوم بهذا العمل لأن له مردودا ماليا جيدا ولعدم توفر جهات تغطي ذلك الجانب. وعن مدى معرفته بالأماكن وتاريخها قال إنه يستعين بالقراءة عنها في مواقع الانترنت، وبالممارسة. أما خالد السحيمي فأكد أنه يجهل بعض المعلومات عن المواقع التاريخة لكنه لا يجد حرجاً في إبلاغ الحجاج عن عدم معرفته لكافة المعلومات التاريخية عن المواقع، ويضيف: يوجد في بعض المواقع التاريخية في المدينة أعضاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين يقومون بتزويد الحجاج بكافة المعلومات ويجيبون عن أسئلتهم. ابراهيم العروي أكد أنه لجأ لذلك العمل كونه لم يجد وظيفة له رغم تقدمه للعديد من الشركات والمؤسسات، وأخيرا وجد في مهنة توصيل الحجاج للمواقع التاريخية ما يسد به حاجته، الأمر الذي دعاه لشراء العديد من الكتب التاريخية التي توضح الأماكن التاريخية وكافة معلوماتها. وعن قيمة نقل الحجاج يقول مبيريك الصاعدي: نقوم بنقل الحجاج والزوار للمواقع الأثرية بقيمة 15 ريالاً للفرد تشمل المرور على جميع المواقع التاريخية، وبما أني أملك سيارة نقل جماعي أجني الكثير من الأرباح، إذ أعمل طوال النهار في الإرشاد السياحي فالمردود جيد للغاية، كما أن عملي في الإرشاد السياحي أفادني كثيرا فتعلمت من خلاله العديد من اللغات الأجنبية. الحاج يونس صبري من المغرب أكد على ضرورة وجود شركات نقل سياحية تقوم بعمل زيارات للمواقع مع وجود مرشد تاريخي له معرفة بالتاريخ وبمواقعه فكثيرا ما صادفه مرشدون سياحيون ليس لهم علاقة بالتاريخ وما هم سوى سائقي أجرة، وأشار الى انه خرج مع سائق سيارة مكروباص يقل 16 راكبا ويقوم بالمرور على المواقع التاريخية دون شرح لها أو إعطاء معلومات عن ذلك. أما الحاج أبو بكر أحمد فتفاجأ منذ قدومه للمدينة المنورة بعدم وجود شركات نقل سياحية، وأدهشه قيام قائدي المكروباص بنقل الحجاج للمواقع دون تثقيف الحاج، وكأنما يقتصر الأمر على جمع المال، إضافة الى سوء المركبات وتعطلها، حيث أفاد بأنه في رحلة ذهابه للمزارات تعطل المكروباص مرتين رغم أن المسافة لم تكن بعيدة وشدد على أهمية تأهيل قائدي المكروباص وتنظيم جمعية لهم، وتقوم تلك الجمعية بإعطاء دورات لهم وتكون مسؤولة عن هذا القطاع، حيث إنه في حال تعرض أحد الزوار للسرقة أو فقدان حقائبه يتم بسهولة التوصل لقائد المكروباص. مدير فرع التوعية الإسلامية للحج والعمرة والزيارة بالمدينة الشيخ سلمان العلوني أكد أنهم يقومون بتوجيه الحجاج والزوار في جميع مواقع المزارات لتوعيتهم وإرشادهم، وتم ترشيح عدد 202 من علماء المدينة ومن أعضاء هيئة التدريس بالجامعة الاسلامية وجامعة طيبة وجامعة الإمام وتوزيعهم على 24 مركزا لإرشاد الحجاج بمختلف أنحاء منطقة المدينةالمنورة ويعملون على مدار الساعة وعبر 43 مترجما لمختلف اللغات. ويتم إرشاد الحجاج والزوار عبر توزيع 180 ألف مطوية لمختلف اللغات.