رأى الدكتور نهاد عوض رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير» في تصريحات ل«عكاظ» أن الأمريكيين المسلمين سيكونون على الأرجح القوة الحاسمة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجرى غدا (الثلاثاء)، متوقعا أن يصوتوا في الغالب لصالح الرئيس باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي لكن ليس بدرجة الحماس التي شاركوا بها في الانتخابات السابقة عام 2008. واشار عوض أن آخر استطلاعات الآراء التي أجراها المجلس الذي يعد أكبر المؤسسات الإسلامية فى الولاياتالمتحدة تشير الى أن 25% من المسلمين الأمريكيين لم يحسموا أمرهم بعد، لافتا الى أن هناك أكثر من مليون ناخب مسلم يعدون من أبرز المجموعات التى قد تحسم نتائج الانتخابات الرئاسية لصالح مرشح دون آخر. ويشير الى إن النسبة العامة للناخبين الأمريكيين الذين لم يحسموا أمرهم خاصة في الولايات المتأرجحة مثل أوهايو وفيرجينيا وفلوريدا وبنسلفانيا تبلغ حوالي 1%، بينما تصل الى 25% بين الناخبين المسلمين، ما يجعلهم هدفا للاستقطاب من قبل المرشحين المتنافسين أوباما وميت رومني مرشح الحزب الجمهوري. وأبان أن حوالي 68% من الناخبين المسلمين قالوا إنهم سيصوتون لصالح أوباما مقابل 7% يؤيدون رومني حسب نتائج الاستطلاع الذي أجراه «كير» مؤخرا. وردا على سؤال عن توقعات حسم الصراع بين أوباما ورومني، يقول عوض إن هذا هو السؤال المحير، فهناك الكثير من الأرقام التى قد يصعب التعامل معها. مضيفا: لا يوجد أى محلل منصف يستطيع أن يتكهن بمن سيفوز منهما بكرسي رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية لأن الفارق بينهما يصل إلى 1% ويقع ضمن هامش الخطأ والصواب. بيد أنه يستدرك مستطردا: من الواضح أن الميول العامة من خلال نتائج استطلاعات الرأي تفيد أن المسلمين الأمريكيين سيصوتون في الأغلب لصالح أوباما لكن ليس بدرجة الحماس التى صوتوا بها لصالحه فى انتخابات عام 2008. ويعود ذلك لعدم رضاهم عن العديد من السياسات التى تبناها أوباما خلال فترة رئاسته التي استمرت لأربعة أعوام. وتابع: بشكل عام استطلاعات الرأي تشير إلى أن المسلمين الأمريكيين يقدمون المصلحة الكلية والعامة على بعض مشاعر الضيق من سياسات الرئيس أوباما. وفي المقابل يواجهون مواقف عدائية من قبل ميت رومني وشخصيات أخرى بارزة فى الحزب الجمهورى الذي بدأ يفقد تأييد المسلمين الأمريكيين منذ عدة سنوات بسبب عسكرة السياسة الخارجية وتراجع الحريات الدينية والمدنية وخطاب العداء الذي يتبناه الحزب أو سكوت أبرز عناصره عن التشكيك في ولاء المسلمين الأمريكيين للولايات المتحدة. ويضيف: كل هذه مجموعة من العوامل تفسر لماذا سيصوت المسلمون بشكل عام لصالح أوباما فى مقابل نسبة ضئيلة مؤيدة لرومني. ويستطرد: بالطبع ستكون هناك مخاطرة اذا نجح رومني. وسيضطر المسلمون الأمريكيون الى شد الأحزمة في السنوات القادمة والتعامل مع إدارة جديدة لا تشاركهم الرؤى حيال العديد من القضايا سواء على مستوى السياسات المحلية أو مستوى السياسات الدولية. فإذا وصل رومني الى البيت الأبيض لن تختلف سياسته عن سياسة الرئيس السابق جورج بوش. وفي إجابة على سؤال حول من سيكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة يقول عوض إن الأرقام تفيد أن أوباما متقدم على رومني لكننا تعلمنا في الساحة الأمريكية ألا نحسم هذه الأمور بهذه الكيفية لأن هناك عنصرية متزايدة ضد أوباما. وأحيانا أرقام استطلاعات الرأي قد تضلل حتى الجهة المشرفة عليها ذاتها. حيث إن بعض الذين تشملهم قد لا يريدون التعبير عن مواقفهم بصدق. فمنهم من يخفون آراءهم العنصرية تجاه أوباما ويتظاهرون بأنهم مع المساواة زاعمين أنه ليس لديهم إشكالية في إعادة انتخاب رئيس أسود. وزاد: وهذه عوامل لا يمكن الاستهانة بها. ويضيف عوض: نتائج الانتخابات ستظهر الحقيقة وما اذا كان أوباما متقدما فعلا على رومني أم أن هناك عنصرية تجاهه بسبب الحملات التى يتعرض لها. ويختم تصريحاته ل«عكاظ» قائلا: الحقيقة أنني كوني مسؤولا في أكبر مؤسسة إسلامية أمريكية غير ربحية لا أستطيع أن أزكي بصفتي الرسمية أيا من المرشحين للانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة، لكن حينما يوجه لي السؤال بصفتي الشخصية يكون لي حديث آخر.