الاقتراع الوطني يشير إلى أن الرأي العام الأمريكي يعاني من انقسام حاد حول من يريده الشعب الأمريكي رئيسًا قادمًا للولايات المتحدة. ففي استطلاع أجرته صحيفة (واشنطن بوست وشبكة ايه بي سي) الذي صدر الأسبوع الماضي تفوق الرئيس أوباما على ميت رومني بنسبة 49 % مقابل 48 % بين الناخبين المحتملين؛ بينما جاءت نتيجة استطلاع (نيويورك تايمز وسي بي اس نيوز) عن نفس الفترة تقريباّ مشيرة إلى تفوق أوباما بنسبة 49% مقابل 46% لرومني بين الناخبين المحتملين أيضا. وتقول زعيمة الأقلية في مجلس النواب إنها واثقة بأن حزبها سيفوز بالأغلبية في الكونجرس ولكن إذا كان الناخبون المحتملون ظلوا منقسمين بالتساوي بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري عمن سيحتل البيت الأبيض في يناير المقبل فلن يكون هناك حسم عمن سيكون الرئيس حتى موعد الانتخابات. وكان حوالي ستة من كل عشرة 59% من الناخبين المسجلين في استطلاع البوست وايه بي سي في أغسطس الماضي قالوا إنهم يعتقدون أن اوباما سيفوز بينما 34% فقط اختاروا رومني وقتها على الرغم من أن التصويت جاء بنتيجة مقلوبة حيث صوت 47% لرومني مقابل 46% لأوباما بين الناخبين المسجلين. وفي استطلاع مطلع يوليو اجرته واشنطون بوست وايه بي سي تقارب المرشحان بنسبة 47% بين الناخبين المسجلين ولكن أوباما تفوق بنسبة 58% مقابل 34% في إجابة المستطلعين حول من سيفوز.. ما الذي يفسر الفجوة الواسعة لدى الناخبين حول المرشح يريدون له الفوز والمرشح الآخر الذي يعتقدون أنه سيفوز؟ يقول خبير الاستطلاعات ويت ايريس إن السؤال المطروح في الاستطلاعات بصيغة (من تعتقد سيفوز في الانتخابات الرئاسية؟) وضع بواسطة النقاد والمعلقين الذين يريدون أن يفوز أوباما. وأضاف ايريس يقول إن الكوميدي بيل ماهر وأمثاله يؤثرون على تفكير الكثير من الناس بشأن مسألة التوقع بالفوز لكن لحسن الحظ لا يؤثر ذلك على تفكير كثير من الناس بشأن مسألة التفضيل. وأشار الجمهوريون إلى أن التغطية الإعلامية في الأسبوع الماضي للهجوم على القنصلية الأمريكية في ليبيا والاحتجاجات الأخرى ضد أمريكا قد كانت في صالح أوباما وركزت على تسرع رومني في تصريحاته بدلًا من التركيز على أن ردة فعل الإدارة الأمريكية أو عدم تصرفها قاد إلى الإساءة إلى قيادة أمريكا في المنطقة. وهناك أيضا تفسير أقل حزبية. وهو أن الناس يميلون إلى رفض أي تصور لشخص آخر غير الساكن الحالي للبيت الأبيض كرئيس - حتى لو كانوا لا يحبونه أو لا يخططون للتصويت لصالحه. لذلك فمن الممكن أنه حتى 6 نوفمبر - أو ربما حتى تبدأ المناظرات في مطلع الشهر المقبل ستظل الأرقام في الاستطلاعات حول «من سيفوز» وهي لصالح أوباما لا تغيير. ويدخل عامل الطبيعة البشرية أيضًا وهي أن الناس ترغب في أن تكون مع الشخص الذي تعتقد أنه سيفوز - وهذا الواقع يشير إلى أنه إذا كان الشعور العام لدى عدد كبير من الناخبين هو أن أوباما سوف يفوز، فإنه قد يميل بعض المترددين إليه فقط حتى يتمكنوا من أن يقولوا أنهم صوتوا لصالح المنتصر. كما ذكرنا فإن أوباما ورومني متنافسان بصورة حادة بين الناخبين المحتملين حسب استطلاع واشنطون بوست وايه بي سي الأخير في مطلع هذا الشهر ولكن بين الناخبين المسجلين فإن اوباما يتفوق بنسبة 50% مقابل 44 % وهذا الاتجاه كان واضحًا خلال عدد من استطلاعات الرأي لشهور وكلما تم قطع عدد من أصوات الذين يرغبون بجدية في التصويت في 6 نوفمبر من أفراد العينة المستطلعة كلما كان حظ رومني في الاستطلاعات أفضل. ليس هناك ما يكفي من الأدلة للقول بشكل قاطع إن تقدم أوباما في سؤال «من الذي سيفوز» في الاستطلاعات هو مسألة جيدة أو سيئة أو محايدة فيما يتعلق بحظوظه في نوفمبر المقبل.