انفجار شاحنة الغاز الذي حدث في شرق مدينة الرياض أحدث لغطا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي كون الذين تناقلوا خبر الانفجار أشخاصا كانوا بالقرب أو سمعوا بالانفجار، وتبرعوا بنقل الخبر من غير إعطاء تفاصيل مؤكدة مما جعل الأقاويل تذهب مذاهب شتى، وكان من المفترض وجود خبر مؤكد متزامنا مع الحدث فسرعة انتقال الأخبار بعلاتها في زمن التواصل السريع يفترض أن تواكبه سرعة مماثلة من قبل الجهات ذات الاختصاص على الأقل من أجل تهدئة الناس، وتفويت فرصة خلق مساحة للشائعات بين المتلقين للخبر. وحادث الانفجار فرصة سانحة للحديث عن الشاحنات التي تحمل وقودا أو غازا، وتسير في الشوارع العامة بسرعة قصوى لا تتناسب مع حجمها الضخم. وجميعنا يلحظ تنقلات الشاحنات في الشوارع الداخلية والسريعة وتسابق بعضها البعض من غير أخذ الحيطة والحذر أثناء انطلاقها، ومسابقات الشاحنات نلحظها جميعا ولايكفي أن يكتب خلف تلك الشحنات تنبيهات أنها مواد قابلة للاشتعال بينما سائقوها لا يتنبهون أنهم يسيرون بسرعة يمكن أن تؤدي للاصطدام بمركبة أو الانزلاق من جسر. وبالتالي القضاء على أرواح بشرية بسبب استهتار أو إهمال..والاستهتار يظهر من خلال اختراق الأنظمة فهذه الشاحنات لها ممر خاص وزمن محدد للدخول إلى قلب المدينة إلا أن سائقي الشاحنات يخترقون النظام غير آبهين بما قد يسببونه من حوادث ووفيات، يقابل هذا الاختراق تهاون في الرقابة والمحاسبة والعقوبة، ويضاف إلى هذه النقطة سؤال عن مهارة السائقين الذين يقودون تلك الشاحنات وهو الأمر الذي يجب التأكيد عليه حيث تختلف رخصة قيادة شاحنة عن رخصة قيادة سيارة عادية والذي يحدث أن شركات النقليات تتهاون في هذا الأمر، وتدفع بسائقين (غير محترفين) لقيادة تلك الشاحنات. ويمكن لهذا الانفجار أيضا أن يفتح ملف نقليات الغاز والمواد المحترقة ومراجعة وسائل السلامة المتبعة في تلك الشاحنات حيث يكون بعضها متهالكا، وبعضها يفتقر لأي وسيلة من وسائل السلامة. ومن المراجعات التي تقع على كاهل الدفاع المدني وجود محطات البنزين داخل التجمعات السكنية. وحين تتم تغذية صهاريج تلك المحطات غالبا لاتوجد وسائل سلامة حيث تقف شاحنة الوقود وتفرغ حمولتها في الصهاريج في غياب أي وسيلة من شأنها تدارك أي خطأ يحدث من قبل المارة أو العاملين في المحطات. كما أن الانفجار يعيد إلينا أهمية توعية المواطنين بضرر التجمهر والذي يؤدي إلى تأخر مباشرة الحادث، وتأخير تقدم الرعاية الإسعافية للمصابين الذين يكونون بأمس الحاجة لتجاوز الوقت ونقلهم إلى المستشفيات كما أن التجمهر يعرقل وصول سيارات الدفاع والإسعاف والشرطة، وهذه الظاهرة بحاجة إلى توعية مستمرة، وأن لاتقتصر على لحظات وقوع الحوادث. أخيرا كل حادثة علينا أن نتعلم منها ما يجنبنا مثيلاتها.. ورحم الله من قضى نحبه في ذلك الانفجار، وأسبغ الصحة والعافية على المصابين. «إنا لله وإنا إليه راجعون». للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة [email protected]