لم تعد المقاييس التي كانت تقاس بها الرجال وتبرز مكانتهم ومن خلالها تدرك معاني الرجولة فيهم ولكن تولى الكثير من زمنِ الرجال، ولكن توجد رجال على مقاييس خاصة لزمنهم الخاص بهم وهذا هو الزمن الذي تغيرت فيه الكثير من المفاهيم واختلفت فيه المعايير وتداخلت فيه الكثير من الأمور فلم تعد صفات الرجال هي المطلوبة بقدر ما تكون المحسوبية هي التي تأتي برجالٍ معينين في أماكن معينة تكون لهم فلربما تتوفر المحسوبية والمادة فتكون هذه الصفات هي صفات الرجل المطلوب وهو الأول الذي يجب أن يكون ولربما سيكون من قمم الرجال وأفذاذها في زمنٍ افتقدنا فيه الكثير من الأفذاذ وافتقدنا فيه الكثير مما نريد ومما نحن بحاجة إليه . ولكن لا غرابة ولا استغراب هذا هو مقياس الرجال في هذا الزمن فهذا هو زمن المحسوبية والمال فبهذين الأمرين تكون وبغيرهما لن تكون. أما المقاييس الأخرى التي هي مقاييس الرجال الحقيقية فلا داعي لتلك المقاييس فقد ولى زمنها فاجمع ما شئت من تلك المقاييس وتسلى بها لنفسك فلا قيمة للذكاء ولا للصدق ولا للعلم والشهامة بل ولا للعبقريات المتفجرة ما لم تكن هناك محسوبية ومادة تبرزك وتوضح شخصيتك فكن في مربعك الخاص وفي مكانك الضيق فانطلق نحو آفاق نفسك وابحث عن البلهاء فكن صديقا لهم فهم في راحة وسكينة خير من ذكاء تحترق به من واقع مؤلم وأمور محزنة من أجلها تأخذك الآهات والحسرات عليها واقتنع بما قاله أحد الحكماء عندما سأله رجل فقال الرجل متى أنكر على زماني؟ قال الحكيم: إذا أنكرت على بعض رجاله وهم الذين لهم الزمان والمكان. وقال الشاعر : وما تدري إذا ما الليل ولى بأي غريبة يأتي الصباح