أجمع عدد من العلماء على عدم مشروعية الدعاء على غير المسلمين وقت الكوارث أو في غيرها ما لم يؤذوا المسلمين، ورأوا في الدعاء على تلك الشاكلة تشويها لحقيقة الإسلام ومخالفة لقيمه النبيلة، مشيرين إلى أنه يصدر من جانب من يمارسونه عن جهل شرعي. إلى ذلك، اعتبر عضو مجلس الشورى عضو اللجنة الإسلامية والقضائية الشيخ عازب آل مسبل، أنه ليس من خلق المسلمين الدعاء على من لم يؤذهم من غير المسلمين، وقال ل «عكاظ»: «المسلمون مشروع لهم الدعاء على غير المسلمين الذين يؤذونهم، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة»، وأوضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا على كفرة أهل الكتاب الذين حادوا عن منهج الله ورسوله، مبيناً أنه هذا هو الدعاء المشروع، وأشار إلى أن كتاب الله تعالى وسنة نبيه ورد فيهما العديد من الشواهد للدعاء على غير المسلمين. في سياق متصل، أوضح أمين لجنة الحج العليا في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ صالح الصالح ل«عكاظ»، أن من عوفي من الكوارث والأمراض مطالب بحمد الله وعدم الدعاء على الناس كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «الحمد لله الذي عافاني بما ابتلاهم»، مضيفا أن المسلم يتوجب عليه أن يسأل الله العافية دائما، مؤكداً أن الإنسان الذي لم يجد المسلم منه أذى سواء كان مسلما أو كافرا لا يجوز الدعاء عليه، مشيراً إلى أن الله جعل الأجر في كل كلمة حسنة، وأن الكوارث التي تعصف البلاد التي يسكنها غير المسلمين لا تستوجب الدعاء عليهم. من جهته، قال خبير المجمع الفقهي وعضو لجنة المناصحة الدكتور محمد النجيمي ل«عكاظ» أنه: «لا يجوز تعميم الدعاء على غير المسلمين وإنما ندعو فقط كما كان يفعل الرسول عليه الصلاة والسلام على الذين يؤذون المسلمين فمنهم اليهود الذين اعتدوا على بلاد المسلمين وليس اليهود بأكملهم»، مبينا أن الدعاء على غير المسلمين دون أذى ليس مذهب محمد صلى الله عليه، وقصر مشروعية الدعاء على الذين يؤذون المسلمين. من جانبه، قال عميد كلية الشريعة بجامعة نجران الدكتور عابد السفياني: «ما يدور الآن من عواصف وغيرها ما وضعت إلا لحكمة اقتضاها الله سبحانه وتعالي»، مبينا أن مسألة الدعاء على غير المسلمين يرتبط بأحكام شرعية، ورأى أنه لا يجوز تعميم الدعاء على غير المسلمين حيث إن الدعاء يكون على الذين يؤذون المسلمين ويعتدون على أعراضهم وبلادهم، وأشار إلى أن الدعاء لا يرتبط بأماكن معينة، مضيفا أن أوصاف الدعاء ذكرت في الكتاب والسنة. من ناحيته، رأى أستاذ الدراسات القرآنية وأمام وخطيب أحد الجوامع في حائل الشيخ مشعل عمر الهديرس، أن الدعاء على غير المسلمين اعتداء غير جائز، مستشهدا بدعاء «اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا» الذي يكثر أئمة المساجد ترديده، مبينا أنه مخالف وفيه إثم وظلم وتساءل: «لماذا لا يقال اللهم اهدهم؟"، واعتبر الهديرس أنه لا يوجد أي نص يسمح بالدعاء على غير المسلمين، مضيفا أن الدعاء على غير المسلمين فيه تشويه لصورة الإسلام الحقيقية، وقال: «الأدعية تصدر عن جهل شرعي، وهي ظلم ومخالفة لقيم الإسلام النبيلة»، مشيرا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم رفض الدعاء على قومه، وطلب لهم المغفرة، وأوضح أن أمة الإسلام هي أمة الرحمة والتعايش السلمي بكل ما تعنيه هذه القيم.