تأخرت الرحلات المغادرة من مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة إلى المدن الداخلية في وقت شهدت ساحات المطار كثافة من المسافرين وأغلبهم من حجاج الداخل والعائدين إلى أسرهم. وفيما ساد الغموض مصير الكثير من الرحلات رفض الموظفون في المطار الحديث عن آية مبررات للتأخير ليسود القلق أوساط الركاب والذين افترشوا الساحات دون أن تصلهم أية معلومة عن الأسباب أو مواعيد الرحلات المعلقة. واضطر سعيد العمري أحد ركاب الرحلة رقم 6250 المتجهة للدمام أن يبقى حبيس مقعد لا يستطيع فراقه لعدم وجود مقاعد أخرى شاغرة، موضحا أنه يفترض أن يكون في الدمام منذ ساعتين، لكنه لا زال في الانتظار دون إشعار آخر بل حتى لا يستطيع تناول وجبة لأن مغادرة المقعد في صالة الانتظار تجعل العثور على مقعد آخر أمر صعب جدا، كما أن أسعار الوجبات تشكل معاناة أخرى في ظل ارتفاعها. وأضاف العمري: «كان من المفترض أن تقلع الرحلة الساعة الثانية عشر ظهرا إلا أنها لم تقلع إلا عند الساعة الثالثة عصرا، خلال هذه الفترة لم نجد أي عناية أو سؤال من المسؤولين في الخطوط السعودية والذين تجاهلونا بشكل كامل». وأضاف العمري: «الغريب أن المسافرين وجدوا كل الإهمال من الخطوط السعودية والمسؤولين في المطار والذين تعامل بعضهم بفوقية ولا مبالاة بالمسافرين (حسب وصفه) حتى المشروبات لم تقدم لنا أو لكبار السن والأطفال والذين انتشروا في المطار وظل عدد منهم واقفا في ظل نقص مقاعد الانتظار، وعدم وجود مواقع مخصصة لكي ترتاح العائلات فيها». وأضاف أحمد الغامدي وسالم باصرة أن المعاملة التي وجدوها لم تكن لائقة ولا تواكب المعاناة التي تكبدوها، فلم يعتذر أحد أو يجيب أحد على التساؤلات عن سر تأخر الرحلات ليستمر الوضع بلا مبررات. واعتبرت لطيفة الشهري سد الآذان عن سماع معاناة الركاب المتأخرين أمر يجب محاسبة المسؤولين عنه، مشيرة إلى أن النساء إما مفترشات الصالات في شكل غير لائق أو مضطرات للوقوف حاملات أطفالهن، وقالت: «لم يقدروا حجم المعاناة التي يعيشها الركاب بسبب هذا التأخير خاصة الأطفال وكبار السن المصابين ببعض الأمراض كالضغط والسكر». من جانبها، حاولت «عكاظ» التأكد من الأسباب بالتواصل مع مساعد المدير العام للعلاقات العامة بالخطوط السعودية عبدالله الأجهر إلا أنه لم يتم التجاوب مع الاتصالات والرسائل المتواصلة على جواله. من ناحية أخرى اضطر ركاب رحلة رقم 1459 المتجهة من المدينةالمنورة إلى جدة لافتراش مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينةالمنورة، بعدما تأخر إقلاع الرحلة المقررة الرابعة عصرا حتى الخامسة والنصف فجر اليوم التالي، في وقت لم يتلق الركاب أي خدمات، أو أي اعتذار من منسوبي الخطوط السعودية. وقالت هدى الحامدي، إنها تكبدت الأمرين مع طفلها الذي علا صراخه لحاجته للرضاعة، فيما تفتقد المنطقة لأبسط الخدمات، ولم يتوقع أحد أن يمتد التأخير طيلة هذا الوقت. وأشار راكب آخر إلى أن الرحلة رقم 1459 كانت تضم ما يقارب 180 راكبا ظلوا في المطار لساعات طويلة دون أن تقلع رحلتهم إلى جدة رغم أن الأجواء كانت صافية ولا غبار أو أمطار، مما ينفي أي مؤثرات جوية على الرحلات، فلماذا التأخير؟.