عشق شاهر الحسيني كرة القدم منذ الطفولة وقد حرص والده الدكتور منصور الحسيني على تنمية موهبته وأدخله وهو في التاسعة من العمر أكاديمية خاصة لتعليم كرة القدم يشرف عليها مدربون أجانب، وحين أنهى شاهر دراسته الثانوية أكد لوالده أنه يفضل صقل مواهبه في كرة القدم على الدراسة الجامعية فاحترم والده رغبته وأرسله إلى ألمانيا على نفقته الخاصة وهناك التحق بالفريق الأولمبي لأحد أندية الدرجة الرابعة وخضع لبرنامج قاس لتنظيم الأكل والنوم والعادات اليومية. نجح شاهر في تجربته الأولمبية واستطاع المساهمة في صعود فريقه إلى الدرجة الثالثة وتعلم اللغة الألمانية في وقت قياسي وطلب الألمان بطاقته من الاتحاد السعودي لتسجيله كلاعب محترف، عاد شاهر إلى وطنه كي يكون بالقرب من عائلته وكي يحقق حلم حياته المتمثل في ارتداء قميص المنتخب، ولأنه يعرف أن هذا الحلم لا يتحقق إلا من خلال لعبه في الفريق الأول لأحد الأندية المعروفة فقد رفض عرضين من ناديين كبيرين عرضا عليه اللعب في الفريق الأولمبي فاتجه إلى نادي الوحدة الذي حصل على وعد منه باللعب في الفريق الأول. حضر والده المفاوضات مع النادي وكان حريصا على أن تكون كل الأمور واضحة منذ البداية، وافق الوحداويون على انضمامه إلى الفريق الأول بعد مشاركته في تدريب للفريق وطلبوا انضمامه فورا لمعسكر الفريق في تركيا وبلغت بهم العجالة أن وقعوا معه في المطار. عاد الفريق من معسكره في تركيا وأبلغ شاهر بأن المدرب يفضل انضمامه إلى الفريق الأولمبي لزيادة الخبرة وأن ذلك لن يؤثر على مسيرته كلاعب محترف، وبرغم أن ذلك مخالف للاتفاق الذي سبق التوقيع على العقد فإن شاهر حرص على الالتزام بجميع تدريبات الفريق الأولمبي وكان في رمضان يخرج من جدة في وقت مبكر لتفادي زحام الطريق إلى مكة ويعود إلى البيت في وقت السحور، وقد ماطل النادي في تأمين سكن له بمكة كما ماطل في التأمين الطبي لأنه ببساطة ليس محترفا أجنبيا!. المهم أن النادي كي يتخلص من التزاماته تجاه اللاعب وفي الوقت ذاته لا يفقد فرص الاستفادة في حال انتقاله إلى أي ناد منافس حاول تسجيله في رعاية الشباب كلاعب هاو!، وبالطبع رفض شاهر التوقيع على عملية التسجيل التي تتناقض مع عقده في النادي، تاهت قضية شاهر في المكاتب وأصبح مخيرا بين التنازل عن حقوقه كلاعب محترف أو الجلوس في البيت لأنه لا يستطيع الانتقال إلى أي ناد آخر. أسرد لكم هذه القصة وكلي أمل أن تتذكروا فلسفة بعض المحللين الرياضيين الذين يؤكدون دائما الفارق بين لاعبينا واللاعبين الأوروبيين هو أن اللاعب الأوروبي يتم صقل موهبته ومهاراته منذ الطفولة عبر إلحاقه بأكاديميات متخصصة وانضباطه الشديد في الأكل والنوم، ثم أسألكم: ترى هل مشكلة اللاعبين المحترفين حقا تتعلق بانضباطهم أم في قدرة الأندية على التلاعب بالأوراق والبحث عن ثغرات في نظام الاحتراف؟!.