كشف ل «عكاظ» رئيس رابطة جالية الثورة السورية في المملكة محمود التغلبي عن قصص واقعية لما يمارسه الدبلوماسيون الثلاثة في القنصلية السورية العامة في جدة، حيث وظفت عناصر تجسس بداية اندلاع الثورة السورية، مهمتها التوغل في المجالس والاستراحات التي عادة ما يجتمع فيها السوريون، ورصد نشاطاتهم، وإعداد تقارير «استخباراتية» تستهدف المؤيدين للثورة، مشفوعة بالصور الملتقطة سرا، وذلك بعد أن يواري عنصر التجسس ميوله، ويظهر أمامهم بأنه داعم للثورة، مضيفا «بدوره يرسل نائب القنصل شوقي الشماط المعلومات إلى أجهزة أمن الدولة في دمشق، لتباشر مهامها في تعقب أسرته». وأوضح رئيس الجالية أن السفارة عمدت في الآونة الأخيرة على تجديد جوازات السفر مدة شهرين فقط، بدلا من ستة أعوام، وذلك لتجبر المقيم على البقاء في سورية، وعدم تمكينه من العودة إلى المملكة ثانية، لطالما لا تمنح تأشيرة «الخروج والعودة» إلا لجوازات السفر المتبقي على نهاية صلاحياتها ستة أشهر. تواضع الفكر مقابل يقظة الأمن وفضح مسؤول المكتب التنفيذي في الجالية جمال أبا زيد أبرز أساليب القنصلية في الزج بأسماء المؤيدين للثورة في أعمال تخريبية، ومحاولة الإخلال بالأمن الداخلي، إذ أسند نائب القنصل على أعضاء مهمة الكتابة في مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك، تويتر) عن مظاهرات واحتجاجات يتصدر لها المناوئون للنظام، بأسماء الجالية، بينما لم يكتب أي مسؤول في الجالية حرفا من ذلك، وكان يعتقد في كتابة ذلك أنه سيثير السلطات السعودية علينا، بينما كان الأمن في المملكة على يقظة تامة، وأكثر بعدا من تفكيره المحدود. وروى موقفا تعرض له شخصيا داخل القنصلية، حيث رفضت القنصلية تسليم جواز السفر له، وطلبت منه مراجعتها بعد أسبوعين، وعندما عاد إليها في الوقت المحدد، سأله مسؤول الجوازات عن مواقفه من الثورة، وأسباب إرسال أموال إلى سورية، فرد عليه «نعم أنا أرسل الأموال لأمي وأبي وأخي»، فزجر في وجهه، على اعتبار أنه يتهكم عليه، وقذف بالجواز على الأرض. التحقيق 6 ساعات كما يروي مسؤول مكتب التنسيق والمتابعة في الجالية محمد دعاس قصة مرافقته لأحد أعضاء الجالية يدعى «عمر النعمان»، فيقول: طلب مني النعمان أن أرافقه إلى القنصلية، خشية أن يتم اعتقاله في الداخل، فذهبت معه، وهناك أدخل غرفة خاصة، وأمضى تحت تحقيق باشره نائب القنصل الشماط بنفسه أكثر من ست ساعات، من الساعة 9.00 صباحا وحتى 3.30 عصرا، وتركزت أسئلته عن موقفه من النظام، وسبب تأييده الثورة، وما إذا كان قدم دعما ماليا للجيش الحر.. عندها طرده من القنصلية وصاح في وجهه «اخرج من هنا.. وما فيه جواز سفر حتى ترجع لصوابك، ولك 15 يوما فرصة أخيرة». ويواصل سرد القصة: وبعد 15 يوما، عاد من جديد، وأدخل غرفة أخرى، وأمضى فيها المدة نفسها السابقة، دون أن يتحدث معه أي أحد، وقبل نهاية الدوام رمى الشماط الجواز في الأرض وقال له «ما راح ترجع لعقلك؟ عموما أنت تحت النظر، وقادرين نضرك هنا أو في سورية». اعتقلوا أخي في سورية ويضيف دعاس: فوجئت ذات يوم باتصال أحد زملائي في دير الزور، يبلغني فيه أن قوات الأسد اعتقلت أخي، ودخلت منزلنا، وقال أحد الشبيحة لأسرتي «ابنكم يؤيد الثورة في السعودية، إذا أردتم إطلاق سراح هذا (المعتقل)، أبلغوه أن يخرج من السعودية ويأتي إلى دمشق».