قبل 20 عاما قدم الماليزي محمد كمال لأداء فريضة الحج ورأى الطائرات المروحية تحلق في فضاء المشاعر وترصد تحركات الحجاج على الأرض، فقفز إلى مخيلته حلم التحليق في أجواء مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، إذ نبع حلمه من المشاهد الجميلة التي رآها في القنوات الفضائية، المدينتان المقدستان تكتسيان بالبياض، فكان حلمه أن يحلق في الأجواء ليرصد مشاعر الإيمان والابتهالات لأفواج الحجيج من علو، ظل الحلم يسيطر على مخيلة وتفكير محمد كمال، فدخل كلية الطيران وبرز فيها وتخرج طيارا ماهرا وما زال عقله ووجدانه مرتبطين برغبة التحليق وظل يرفع كفيه إلى السماء ليتحقق له ما أراد فاستجاب الله دعوته، حيث تلقى عرضا بالعمل كقائد طائرة في أسطول الهلال الأحمر السعودي الإسعاف الطائر في هيئة الهلال الأحمر السعودي في المدينةالمنورة، وفوجئ قبل موسم الحج بصدور قرار تكليفه بالعمل في سماء مكةالمكرمة لنقل المصابين ضمن الفرق الجوية في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. الكابتن طيار محمد كمال يقول ل «عكاظ» إن حلمه بالتحليق في أجواء مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة نبع قبل 20 عاما، حيث قدم لإداء مناسك الحج وعاش فصولا من الروحانية في تلك البقاع الطاهرة وظل يفكر كيف يبدو المشهد من الفضاء، ظل طوال السنين التي مضت يأمل في تحقق حلمه وأمله، فتلقى عرضا من هيئة الهلال الأحمر في منطقة المدينةالمنورة.. يقول الكابتن كمال «حلقت في أجواء مدينة الرسول، وتحقق حلمي بالتحليق في مكةالمكرمة مبعث الوحي ومنطلق الرسالة، وتشرفت بخدمة الحجاج، وعشت لحظات لا تنسى وأحمد الله على ما تحقق لي من فضل». الكابتن كمال لا يخفي إعجابه وانبهاره بالدقة في التنظيم وما نفذته حكومة خادم الحرمين الشريفين من مشاريع ضخمة ساهمت في تطور الحج بشكل ملحوظ، ويزيد «يا لروعة المشهد من السماء وأنت ترصد جمال وروحانية بناء وتصميم المسجد الحرام والمسجد النبوي، ما أروع مشهد الحجاج وهم على جبل الرحمة في عرفات، لا أستطيع أن أنسى قدرة المملكة التنظيمية في إدارة الحشود البشرية».