تتحول المشاعر المقدسة خلال فترة الحج إلى خارطة مصغرة لجميع دول العالم في مساحة لا تتجاوز 33 كم، وتتقلص هذه المساحة عندما يتجمع الحجاج في أيام التشريق بمشعر منى إلى نحو 8 كم تتسع لحوالي 4 ملايين حاج في كل عام. ويستقطع كل الحجاج القادمين من غالبية مدن العالم جزءا من المشاعر المقدسة حتى تحولت بعض المناطق إلى مسميات للحجاج كربوة الأفارقة وربوة الإيرانيين وغيرها، وكأن خريطة العالم تجسدت في المشاعر باختلاف التضاريس. وتعد المنطقة أطول مائدة في العالم تشمل مئات الأصناف لوجبات غذائية رئيسة لأكثر من 160 دولة، إذ يبحث كل حاج خلال هذه الرحلة في المشاعر المقدسة عن طبقه المفضل من مأكولات بلاده. ويقف جمع من حجاج نيجيريا والنيجر وكينيا تحت أحد الجسور في انتظار سيدة تتولى شواء لحم بقري على شكل شرائح طويلة يطلق عليها لحمة «السارية» التي تعد من أبرز المأكولات إضافة إلى مشروب «قدو قدو» وهو خليط اللبن والدخن. حجاج الدول العربية ينقسمون ما بين الكبسة العربية و «الإدامات» المشكلة إضافة إلى بعض السلطات الشهيرة، إلا أن وجبة حجاج باكستان والهند لا يمكن الاستغناء عنها وهي «المرقي» (طبخة الدجاج مع البهارات الحارة) ويفضل الأتراك الكباب المشوي والإسكندر ولا تخلو موائد حجاج جنوب شرق آسيا من الساتي و «الدندن» وهو لحم جاف، ويفضل حجاج إيران كبسة الزعفران فيما تمضي رغبة حجاج تونس والمغرب على المشويات والبيتزا.