تأتي وفود حجاج بيت الله الحرام من كل الأرجاء بثقافاتها المحلية التي يمكن التماسها في الملبس أو اللغة، أو الأكل الذي تختلط روائحه بمشعر منى في أيام التشريق وتتنوع بحسب البيئة والعادات والتقاليد وثقافة الحجاج. ويحرص الحجاج الأفارقة على تناول الأطباق الدسمة من المشويات واللحوم المسلوقة والمحمرة، إضافة إلى المقلقلات، والسيرية؛ وهي عبارة عن لحم يجفف أولا ثم يشوى. بينما يستمتع حجاج جنوب شرق آسيا بتناول الساتي والتلور؛ وهو بيض مسلوق تضاف إليه توابل عديدة، وهناك أيضا البندان وهو من أنواع الأسماك الصغيرة التي تسلق بطريقة خاصة، والراهو وغيرها، وكذلك يحرصون على تناول المأكولات الخفيفة والأطباق السريعة التحضير مثل البطاطس المقرمشة والأندومي. أما الحجاج السعوديون والخليجيون، فلا تخلو موائدهم من الكبسة والمضبي والمندي والسليق، وهم حتى في هذه الأيام المعدودات تبين أنهم لا يرضون بغيرها بديلا، كما تفوح روائح البروستد والهمبرجر وعدد من الوجبات السريعة من مخيمات الحجاج العرب، بينما يفضل الحجاج الآسيويون تناول التميس والفول والمرقي. ويطوف عدد من الحجاج مطاعم مشعر منى باحثين عن أذواقهم فيها؛ فالحجاج السودانيون يبحثون عن أكلتهم المفضلة «الكسرة»، بينما يبحث البحرينيون عن «الخبيصة»، والقادمون من الأردن يسألون عن «المجدرة والمنسف»، بينما يبحث الحجاج المصريون عن الفول والفلافل والمحشي والكشري، أما الباكستانيون والهنود فيبحثون عن الباكورة وسلطة الفطر والمرقي.